باختصار مواضيع المدونة شوية هبل، بس هبل لابد منه فى البداية، المواضيع لا تعبر عن إنسانى الآن، لذا فأنا أتراجع عنها، ولا أتبرأ منها. فلابد من خطيئة حتى يكون الإنسان فلتكن هذه خطيئتى إذن .
ما أحلى الفلسفة بين السحاب الشيطانى حيث تتكسر قيود الخوف ويتعرى العقل من المبادئ ! تطير العقول وتنسكب الأفكار فوق الأوراق لتضل طريقها نحو مدونتى الغبراء .
الثلاثاء، 2 أغسطس 2011
الأحد، 10 أبريل 2011
وَلِيدَةُ أُنْثَى التَّلَاقِى
خلفية شمسية سلمية البدء:
فخذ علوىٌَ مقدس مجهول الهوية، وآخر سفلى يملؤه العَطَبُ
عند رحم الأنثى الكونية يلتقيان
ومن نقطة وهمية فى غياهب الرحم انبثقت
ملتهبة
ببراءة الميلاد تتكشف مجاهيل التقدس العلويّ
وبعفوية التكوين ينجلى العطب السفلى
المخلوقة الأرضوسماوية فى بطولة مشتركة مع الشمس:
بين معاناة الحزن الأرضية ونشوة الفرح السماوية
فى لحظة على البعد الزمنى المُلغّم
تفجر الحلم عنها
معقدة البساطة تولدت
بين ضحكة تجهش بالبكاء ودمعة تتبسم -متقلبة
غير مقننة لا تقبل الوصف
وأنا:
هائم فى العدم أنتظر لحظة السماح بالتكوين
عداء شمسى بنيةٍ حسنة:
القذف بدأ عند الوضع العمودى
وابل من الأشعة انطلقت
صور صرعى تساقطت
ظلال تلاشت
الحقيقة وحدها صمدت وصارت أقوى
والبطلة الأرضوسماوية :
تساقطت بداخلها كل الصور الأرضية المزيفة، تلاشت الظلال
بقيت الحقيقة السماوية وحدها أقوى
انبثاق مأساوى يغير المسار السلمى :
حينها كنت فى رحم نجمة تنتفض
تدليت معلقا بضوء فسفورى يحيطنى غشاء من الضوء الأخضر
أتعثر فى خيوط الضوء
تلتف حول عنقى تخنقنى
والنجمة ...
مكبلة
لا تملك غير دموعها طويلة الأمد
لقاء غير مشروع لابد منه:
متكئة على السديم رأتنى،
فقامت تزيح عنى الغشاء الأخضر
غسّلتنى بعصير من الشمس اختطفته من عينها
عصير الشمس موجع
ابكانى
فاحتضنتنى
غبت
فركلنى الجوع من بين أحضانها
بكيت من جديد
فأعادتنى مبتسمة ابتسامة أُمٍ عرفت مراد وليدها
أخرجت قمرها الغضَّ لترضعنى
فأخذته ونمت .. وكانت المرة الاولى التى أنام فيها على صدر قمر
غيرة وانتقام ونهاية حلم لا ينتهى:
كان حلمًا ارتكبناه على مرأى ومسمع من الشمس الغيورة
كان انتهاكًا لقانون الضوء والغابة
توقعنا انتقاما لكن ...
غبية هى الشمس فى انتقامها، أو عاجزة لا تملك حق التمرد
أكملت رحلتها من التعامد إلى الغروب، تقذفنا بأنصال من الأشعة
نتكشف
ما أحلى الحقيقة حين تتكشف
مضت بسرعتها المعهودة وددنا لو أطالت لنحظى بمزيد من نشوة المعاناة
ضحكنا عليها وهى تفر من الخزى
بنينا قصورا على السديم
وفرشنا سريرا على القمر .. تعانقنا فولدنا شمسًا جديدة تداعب الحقيقة ولا تغار
محمود يوسف
9/4/2011
يوم المولد المؤجل والحلم المباد والقلم المذهب الخفى
الثلاثاء، 29 مارس 2011
أصداء مرايا
عن عشيقتى العجوز/مصر
أزاحت ذراعه من على خصرها، وقامت تجمع قطع ثيابها التى مزّقها برغبته المقتحمة، اطمأنت حين وجدت عباءتها السوداء اللامعة لم يطلها التمزيق، توجهت إلى المرآة تتأمل جسدها العارى، بدى لها مختلفًا عما اعتادت عليه، ربما لأنها مرتها الأولى التى تراه فيها بعد ممارسة حقيقية للحب، حاولت إبعاد هذا الخاطر عن فكرها لأنه يذكرها بممارساتها الغبراء مع زوجها العجوز، وأرجعت السبب للمرآة الغريبة عنها.
امتلأت بالفخر فمازال جسدها-رغم ماخلّفته عليه السنون- يحمل بريقه الذهبى، ملتهبًا حارقًا لكل من حاول الإقتراب وها هو دليل بين يديها ممزقٌ ودليل آخر مُلقى على السرير منتشيًا بلحظة الحب التى قضاها معها.
ازدادت فخرًا وتيهًا حين قام الشاب من خلفها يداعب خصلات شعرها المصبوغة باللون البنى اللامع ، يتنقل برفق بين شفتيها وعنقها لاثمًا، مشعرًا إياها برقتها وحرصه على ألا تجرحها القبلات.
خجلت من هيئتها فى المرآة، فأبعدته برفق لترتدى قطعها الممزقة وعباءتها السوداء اللامعة، أغلقتها إلا من فتحة تبرز ساقيها حين تخطو، لم تعجب الشاب تلك الفتحة فقال مازحًا:
-وبالنسبة للرجلين اللى تحت دول عرض للبيع؟
- الرجلين دول اللى عجبوك وخلوك تجبنى هنا أنام معاك.
أحس الشاب بالمهانة فهو حين نطق جملته لم يكن يعنى بها شيئا
- أنا لو مكنتش بحبك مكنتش جبتك هنا، بعد لما كنتى زى الشيطانة وأنت بترمى لجوزك هدومه فى الشارع ..
- ما أصله مكنش يعرف الرجولة كان يروح يعيش حياته ويسبنى أقف فى طابور العيش ينهش فىّ اللى يسوى واللى ميسواش.
- زى ما يكون ميهمنيش أنا عشان بحبك نسيت الصورة ديه ومفتكرتش غير صورتك أول مرة شوفتك وأنتِ بتضحكى لما خبط فيكى والعيش وقع من أديا وسرحت ف عنيكى وبدل ما أمسك رغيف العيش من على الأرض مسكت إيداكى.
ضمته إلى صدرها معتذرة، وهمت بالرحيل، فجذبها من يدها طالبا منها أن تبقى قليلا.
سألته عن عمره فأجابها على مشارف التاسعة عشر أو الثامنة عشر لا أتذكر تحديدًا، ضحكت ضحكة ملوثة بصور المرايا القذرة
- تعرف أنى متجوزة من زمان قوى يعنى كان زمانى مخلفة أدك دلوقتى
لم تعجبه الجملة وربما جرحته لكنه كره تحويل المشهد إلى تراجيديا فالحياة فيها ما يكفيها من مأساويات.
- أنتِ معندكيش عيال؟
- هوّ أنا لو كنت خلفت كنت أنت هتعرف تبقى معايا دلوقتى.. عشان حاجة تتولد لازم حاجات تموت وأنا مش مستعدة أضحى.
تخلل الصمتُ المشهدَ، نظرت إليه نظرة حارة ذات مغزى سألها من أجل طرد الصمت
- أنتِ عندك كام سنة؟
- تدينى كام؟
- سبينى أعاين كده ، واحد ، اتنين، لما أوصل وقّفينى.
وأخذ يقبلها برقته المعهودة من أعلى جبينها إلى أخمص قدميها، ومع كل قبلة يزيد رقما، حتى جاوز المائة ولم توقفه، إلا أنها انتفضت معلنة عن استسلامها وانفجار براكينها، مسلمة له الراية لكى يلقى بذوره، وانتفض هو الآخر ممزقًا العباءة السوداء اللامعة قاذفا بها على المرايا لتصمت وتتكسر هى الأخرى بعد أن تكسرت مرايا التقاليد القذرة.
"هى لا تقبل أبدا إلا فى الأعماق
ستتوه بحثا عن أعماقها
ستصفعك برفضها
فهل ستستمر فى البحث فيها
أم سترحل لتلقى بذورك فى أرض سواها"
أزاحت ذراعه من على خصرها، وقامت تجمع قطع ثيابها التى مزّقها برغبته المقتحمة، اطمأنت حين وجدت عباءتها السوداء اللامعة لم يطلها التمزيق، توجهت إلى المرآة تتأمل جسدها العارى، بدى لها مختلفًا عما اعتادت عليه، ربما لأنها مرتها الأولى التى تراه فيها بعد ممارسة حقيقية للحب، حاولت إبعاد هذا الخاطر عن فكرها لأنه يذكرها بممارساتها الغبراء مع زوجها العجوز، وأرجعت السبب للمرآة الغريبة عنها.
امتلأت بالفخر فمازال جسدها-رغم ماخلّفته عليه السنون- يحمل بريقه الذهبى، ملتهبًا حارقًا لكل من حاول الإقتراب وها هو دليل بين يديها ممزقٌ ودليل آخر مُلقى على السرير منتشيًا بلحظة الحب التى قضاها معها.
"أكذوبة بمذاق العسل .. لا تأكلها .. ستتخم "
ازدادت فخرًا وتيهًا حين قام الشاب من خلفها يداعب خصلات شعرها المصبوغة باللون البنى اللامع ، يتنقل برفق بين شفتيها وعنقها لاثمًا، مشعرًا إياها برقتها وحرصه على ألا تجرحها القبلات.
"تحوّطنا المرايا لترى ما لا تقدر عيوننا على رؤيته مباشرةً، لتصرخ بصيحاتنا التى تمزقت مع أحبالنا الفضية"
خجلت من هيئتها فى المرآة، فأبعدته برفق لترتدى قطعها الممزقة وعباءتها السوداء اللامعة، أغلقتها إلا من فتحة تبرز ساقيها حين تخطو، لم تعجب الشاب تلك الفتحة فقال مازحًا:
-وبالنسبة للرجلين اللى تحت دول عرض للبيع؟
- الرجلين دول اللى عجبوك وخلوك تجبنى هنا أنام معاك.
"هى أسطورة لا تعرف البطولة
ستجعلك نجما فى فضائها السحيق
لا تفرح كثيرا فالفضاء ملىء بالنجوم"
"ستتهمك بالخيانة
كما اتهمت من سبقوك
فهل ستستمر؟
ستشبهك بمن انتهكوها
فهل ستقبل ؟"
- ما أصله مكنش يعرف الرجولة كان يروح يعيش حياته ويسبنى أقف فى طابور العيش ينهش فىّ اللى يسوى واللى ميسواش.
- زى ما يكون ميهمنيش أنا عشان بحبك نسيت الصورة ديه ومفتكرتش غير صورتك أول مرة شوفتك وأنتِ بتضحكى لما خبط فيكى والعيش وقع من أديا وسرحت ف عنيكى وبدل ما أمسك رغيف العيش من على الأرض مسكت إيداكى.
ضمته إلى صدرها معتذرة، وهمت بالرحيل، فجذبها من يدها طالبا منها أن تبقى قليلا.
" التقاليد كالمرايا القذرة تعطى صورا وهمية، تلوث الحقائق، وتحرمنا من رؤية حلم التحرر"
سألته عن عمره فأجابها على مشارف التاسعة عشر أو الثامنة عشر لا أتذكر تحديدًا، ضحكت ضحكة ملوثة بصور المرايا القذرة
- تعرف أنى متجوزة من زمان قوى يعنى كان زمانى مخلفة أدك دلوقتى
لم تعجبه الجملة وربما جرحته لكنه كره تحويل المشهد إلى تراجيديا فالحياة فيها ما يكفيها من مأساويات.
"تخدعك لا تصدقها
اكشف عن رحمها
ستجد أطفال وشيوخ
مطاردين
يبحثون عن الحقيقة
ومن يجد يرحل
إلى امرأة طليقة
من غير رحم"
- أنتِ معندكيش عيال؟
- هوّ أنا لو كنت خلفت كنت أنت هتعرف تبقى معايا دلوقتى.. عشان حاجة تتولد لازم حاجات تموت وأنا مش مستعدة أضحى.
"ما زالت تخدعك
ستستقطبك
ستتركك تلقى فى أرضها بذورك
لا تظنها ستتركك حرا
ستقبض على جذورك
ستلقيك فى غياهب رحمها مع المطاردين"
تخلل الصمتُ المشهدَ، نظرت إليه نظرة حارة ذات مغزى سألها من أجل طرد الصمت
- أنتِ عندك كام سنة؟
- تدينى كام؟
- سبينى أعاين كده ، واحد ، اتنين، لما أوصل وقّفينى.
وأخذ يقبلها برقته المعهودة من أعلى جبينها إلى أخمص قدميها، ومع كل قبلة يزيد رقما، حتى جاوز المائة ولم توقفه، إلا أنها انتفضت معلنة عن استسلامها وانفجار براكينها، مسلمة له الراية لكى يلقى بذوره، وانتفض هو الآخر ممزقًا العباءة السوداء اللامعة قاذفا بها على المرايا لتصمت وتتكسر هى الأخرى بعد أن تكسرت مرايا التقاليد القذرة.
"تأوهات"
الخميس، 24 مارس 2011
مقتطفات
عجوز
بالأمس القريب كنت أستقبل عامى السابع عشر، اليوم أستقبل عامى الألف، بعد أن توغل الشيب فى غابات كانت بالأمس سوداء، واحتلت عقلى أفكارٌ شائخة، قتلت أحلامًا صبيانية، قذفت حقولا كانت بالأمس خضراء سفكت دماءَ قمرٍ كنتُ أنام على صدره فى ليال ظلماء. هل من عودة لعامى السابع عشر؟ هل سترحل تلك الأفكار المحتلة؟ هل ستخضر السماء؟ هل سيولد القمر من جديد؟ هل سأنتظر ألفَ عامًا آخرين حتى أرى؟ لن أنتظر
يأس
قال لي: كن شمعة تحترق لتنير للآخرين
فقلت له: لا فائدة فالقوم عميان
كلام
كسّر كل الأقلام
قطّع كل الورق
لو فاكر هتهرب م الكلام
طب وقلبك اللى بيتحرق ؟
وعقلك المطعون بحرف كلمة
...مفعوصة
محبوسة
منحوسة؟
اطلق كلامك حتى لو هيموت ويموّتك
لو كل أُم خافت من لحظة ولادة
ولا خافت على وليدها من قسوة الدنيا
كان زمنا بنقرا الفاتحة على شىء اسمه الحياة ..
انتحار عاقل
قالى اقف فى وسط ميدان
أو أدام سفارة لو طمعان
ومتكلمش ولا تصرخ ولا تنادى
وأدى جركن جاز
وعارف طبعا هتعمل ايه !
...بس أوعى يضحكوا عليك
ويحرموك م الموت زى ما قبله حرموك من الحياة
وساعتها هيتولد البطل
اللى قبله كانوا قتلينه فيك
وهيقولوا ويعيدوا ده كان وكان وكان
ويمكن حتى على اسمك يسموا ميدان
أو يعلقوا صورتك على باب سفارة
أصل الحكاية واضحة ومش محتاجة شطارة
فى بلدنا ديه أما تكون
قذر ويصقفولك
أو ضحية ويعيطولك
دماء لازمة
لقد جنى العالم ما يكفيه من الحب .. أظن أن الوقت قد حان لتقديم الدماء الكافية كضريبة على ذلك الحب..
لغة جديدة
إن ما يحدث فى غزة من عدوان إسرائيلى لدليل قاطع على أن أصواتنا وصرخاتنا المدوية من أجل الحرية لم تخف اسرائيل .. أظن أن علينا أن نتكلم بلغة جديدة .. وحبذا لو استبعدنا اللسان من أداء هذه المهمة.
*مجموعة من المقتطفات كتبتها على الفيس بوك
الثلاثاء، 8 مارس 2011
صور على الطريق
يأسرنى منظر تلك الأشعة المتمردة وهى تدفع عن جسدها أيدى الغيوم البيضاء لتسقط وتداعب وجه البحر، فيدفعها على عينى فأراه وقد جعلته كماسة رقراقة تزبن صدر المدينة. أراها حين أخرج من المكتبة وأسير على الشاطىء كعادتى، فأتعثر فى خيط حكاية، أعمل على تجميع بقية أطرافها، فتداخل وتتعقد، ثم تهرب فى حنايا قصة قرأتها أو عشتها، فيغلبنى اليأس من الحكايات، فأقع على حرف قصيدة، بلون البحر أخط حدودها، إلا أن لحنا دمويا -رغم صفائها- يطاردها فيتخللها فتتمزق فأمقتها وألقيها فى البحر، فهل سيحملها إلى البر الآخر أم سيعيدها إلى صدر المدينة ؟ لا يهم يكفى أنه سيحتضنها كما يحتضن المراكب فى قلبه الماسى المائع.
أتنقل بين صورٍ غير عابىء بالوقت الذى يفر خلف السيارات الفارهة فى استباقها نحو المجهول. مرهقٌ، لو كنت كطائر النورس هذا لتركت للريح جناحى فيحملنى حتى يكل، ثم يتركنى لأفترش البحر واستريح.
على صخرة أجد شابة وقفت متمايلة يأخذ خصرها إنحناءة شعلة نارية تطوقه ذراعيها فتزيده إشتعالا وإشعالا يأخذ الريح شعرها كما يأخذ طائر النورس، يتطاير فيتسرب منه عطرا فجا يشوش على رائحة البحر. يقف أمامها شاب من نظراته يبدو حبيبها ومن تصرفاته يبدو غبيا يلتقط لها صورة من أمامها مباشرة. لو انخفض بعدسة الكاميرا لأسفل قليلا وجعل الشمس خلف حبيبته، لو تراجع وجعل الخلفية موضع إندماج السماء بالأرض لحملت الصورة معانٍ تستحقها حبيبته. حملها من خصرها الملتهب لينزلها، فارتمت على صدره، فظهرت القلعة من الخلف وكأنها تحت قدميها. ياله من مشهد! ماذا لو التقطه ؟! تفكيرى فى هذا السؤال أضاع منى هذه الفرصة، فأكملت طريقى.
-ورد يا بيه !
قالتها وهى تعبث بوردة حمراء على خدى، لم تكن جميلة إطلاقا، لكن فى عينها صراخ مدوى لرغبة مسمومة. أجبتها شاكرا، لا أريد؛ فاستبدلت الوردة بإصبعها، لن استلسلم لن أكون صريع رغبة مسمومة، نعم تتملكنى رغبة ملحة لكن ليست لهذه المرأة الضالة. هل أصفعها لتفيق من سكر تلك الرغبة؟ هل أهرب منها؟ لن أصفعها، يكفيها ما تلقته من صفعات وركلات الحياه، ولن أهرب، فإن هربت أنا فمن لها إذا ؟! ذلك الأعمى الذى سيصب سُمه على رغبتها ؟؟ أم هارب آخر ؟؟
- هاخد وردة لكن اسمحيلى أمشى دلوقتى .. لو بتقفى هنا على طول هعدى عليكِ.
- أكل العيش يحب الخفيه يا بيه لو وقفنا هنا الورد هيدبلو .
-طب خدى الفلوس ديه وبلاش شغل النهاردة
- شكلك فهمتنا غلط يا محترم .. أحنا مش بنشحتوا .. سلام يابيه ..
- استنى بس ..
- ورد .. ورد .. احمر ياورد ..
وغاب صوتها وسط هدير الأمواج ...
ولم أكد أدير وجهى عن بائعة الورد حتى تلقفتنى بائعة المناديل. لم تتجاوز الخامسة على يسرها أخوها يعضعض علبة مناديل وفى يمناها علبة أخرى.
- اشترى منى والنبى
هيئتها مقلقة، تقترب تنزل أخاها على الأرض فيمر من بين قدمىّ ويعبث بهما، وهى تتشبث بأطراف معطفى تتمسح فيه كقطة .. أجزم أنها لا تريد مالا حتى لو طلبته بلسانها. حاجتها أكبر من المال، فهل كانت ضحية رغبة كرغبة بائعة الورد؟ أم ضحية غباء والدين غير مؤهلين لحمل عواقب حبهما؟ ومن المسئول عن هذا الغباء؟ إن لم أكن أنا أحد المسئولين فلا أحد إذا مسئول.
لكننى فعلا لا بد أن أمضى فى طريقى فأنا على موعد من أجله خرجت من المكتبة، أبعدت الطفلة فى رفق وأعطيتها ثمن المناديل وتركتهم لها. وذهبت مسرعا. لكن حتى إسراعى لن يوقفنى عن تأمل تلك الصور الملقاة على الطريق ولن يمنعنى من تأمل جمالها وقبحها.
أصحاب عاهات ملقون على الطريق يروجون لسعاتهم، يشترون الرأفة بدعوة مهرطقة. أصحاب رغبات مسمومة يسرقون من اللذة ما لا يحق لهم.
تتستر تحت نقاب فهل سيرحمها من العيون المحتقرة لها؟ هل سيوقف اللعنات التى تنزل على رأسها من أفواههم النجسة تلعن النقاب ومن يرتديه بكافة أنواعهم ؟ يجلس بجانبها غير عابىء لا بنظرات ولا بها، يتعامل معها كجسد، قطعة لحم فقط.
يمر شيخان ينفران من المنظر، ينهرانه، فيسخر منهما ويستمر فى إنتهاكه لقطعة اللحم التى بجواره، يغضبان فيضربانه. تصرخ فيحمل حجرا يقذفه تجاههما، يتفادانه، يذهب أحدهما فيطوقه ويستعد الآخر لصفعه، تعلو صرخاتها، يحتشد الناس، ماذا لو كان فى وسط المحتشدين أخٌ أو قريب أو حتى جار لها ؟!
تأخرت، جريت، وصلت، ها هى حبيبتى تنتظر، تحلق فى طائر النورس البعيد، كعادتها جميلة، لكن لا لهذا أحببتها، فأنا أحبها لأسباب غير موجودة ..
- بخ ! أتأخرت عليكِ ؟!
- خمس دقايق وكنت همشى.
- طب يلا نروّح عشان تعبان.
- نعم بقى أنا أستناك كل ده وأنت تتسكع فى الشوارع وفى الآخر تقولى تعبان ونروّح ؟! اتفضل روّح أنا مش مروّحة ..
ضايقنى إنفعالها، لكنى استحسنت الأمر، سأستغل الموقف وأذهب لمطعم الجمهورية. هى لا تحبه لأسباب يجتمع عليها المغفلون وهى أنه ليس نظيفًا .. فيا أيها الحمقى يا من لا يحبون الصدق هل تعلمون ما يجرى خلف الستائر فى المطاعم الفارهة. هذه ذقنى لو تعرفون فمطابخهم بها أسرار تتساوى خطورة مع الأسرار العسكرية.
أذوب مع الصلصة السارحة فى صوابع المعكرونة البشاميل مع قطع الكبدة والسدق، لا تظنه طعاما عاديا، فهو ليس كذلك. أفلا يقولون أن الأكل نفس ؟ فماذا لو كان الأكل تاريخ .. يبدو أن المذاق سيكون مختلفا.
أنظر إلى صورة مؤسس الجمهورية خلف الكاشير، أى رجل هذا ! أى ملامح هذه ؟! تجاعيد وجهه ولونه يذكرانى بتربة أرضنا السمراء، عمّته وشاربه يحملان معانٍ بعيدة، نظرته جادة لكن تعتريها نفحة طيبة لا تخفى، الشال على كتفه كالنيل على صدر مصر، ليس هذا فقط ما يجعل مذاق الطعام مميزا، فتدافع الناس ورائحتهم وأصواتهم المزعجة تعطى مذاقا فريدا
- 2 كبدة و 3 سدق .. واحد فول و 2 فلافل .. 2 مكرونة .. هنا ولا برة .. ألفهالك ! .. عندك حواوشى .. طب هات 2 كلاوى .. اتوصى .. مبتبعوش حلويات ..
تشبعت من مذاق الحياة .. هل من أمنية أخرى أطلبها بعد هذه الوجبة الملوكى ؟ لا تسخروا .. نعم ملوكى بل وأعظم .. فأين ذلك الملك الذى يأكل طعاما بمذاق الحياة؟! إنه يكتب إليكم بعد أن خرج من الجمهورية متوجها لشارع السبع بنات، منتشيا من رائحة الخمر المنسكب على جدران الحياة.
- هانوفيل يا اسطى
يستوقف مواصلة تحمله إلى بيته الآيل للسقوط، يجيبه سائق الميكروباص
- بيطاش
- بيطاش بيطاش هو حد واخد منها حاجة .
يهم بالصعود، تتعلق بيده يدٌ رقيقة تجذبه، فينزل، ينظر خلفه فيراها .. هى حبيبته، يفتح ذراعيه ليعانقها، فتدفعه فى صدره برفق وتضحك
- يلا نركب عشان نروّح انت مش كنت تعبان ؟
- لو تعبانة اتفضلى روّحى أنا مش مروّح. تحبى تروحى على فين باريس ولا لندن ولا نيويورك ولا فينا؟
- أنا مكانى هنا، واندفعت ملقية برأسها فوق كتفه، التصقا، فهل يصبحان قلبًا واحدًا، حلمًا واحدًا، ألمًا واحدًا.
إحم أصبحا معًا فضيحة واحدة
- اللى أداك يدينا يا سيدى .. يا عم ما احنا تعبانين زيك .. أصل لو أهلك ربوكى مكنتيش تعملى كده .. هى ديه الثورة اللى علمتكم قلة الأدب .. أنت معندكش بنات تخاف يحصل فيهم كده .. هى البلد ولعت من شويه .... إلخ
- أنا بقول نروح أحسن ؟
- أحسن برضه ..
محمود يوسف
7/3/201
أتنقل بين صورٍ غير عابىء بالوقت الذى يفر خلف السيارات الفارهة فى استباقها نحو المجهول. مرهقٌ، لو كنت كطائر النورس هذا لتركت للريح جناحى فيحملنى حتى يكل، ثم يتركنى لأفترش البحر واستريح.
على صخرة أجد شابة وقفت متمايلة يأخذ خصرها إنحناءة شعلة نارية تطوقه ذراعيها فتزيده إشتعالا وإشعالا يأخذ الريح شعرها كما يأخذ طائر النورس، يتطاير فيتسرب منه عطرا فجا يشوش على رائحة البحر. يقف أمامها شاب من نظراته يبدو حبيبها ومن تصرفاته يبدو غبيا يلتقط لها صورة من أمامها مباشرة. لو انخفض بعدسة الكاميرا لأسفل قليلا وجعل الشمس خلف حبيبته، لو تراجع وجعل الخلفية موضع إندماج السماء بالأرض لحملت الصورة معانٍ تستحقها حبيبته. حملها من خصرها الملتهب لينزلها، فارتمت على صدره، فظهرت القلعة من الخلف وكأنها تحت قدميها. ياله من مشهد! ماذا لو التقطه ؟! تفكيرى فى هذا السؤال أضاع منى هذه الفرصة، فأكملت طريقى.
-ورد يا بيه !
قالتها وهى تعبث بوردة حمراء على خدى، لم تكن جميلة إطلاقا، لكن فى عينها صراخ مدوى لرغبة مسمومة. أجبتها شاكرا، لا أريد؛ فاستبدلت الوردة بإصبعها، لن استلسلم لن أكون صريع رغبة مسمومة، نعم تتملكنى رغبة ملحة لكن ليست لهذه المرأة الضالة. هل أصفعها لتفيق من سكر تلك الرغبة؟ هل أهرب منها؟ لن أصفعها، يكفيها ما تلقته من صفعات وركلات الحياه، ولن أهرب، فإن هربت أنا فمن لها إذا ؟! ذلك الأعمى الذى سيصب سُمه على رغبتها ؟؟ أم هارب آخر ؟؟
- هاخد وردة لكن اسمحيلى أمشى دلوقتى .. لو بتقفى هنا على طول هعدى عليكِ.
- أكل العيش يحب الخفيه يا بيه لو وقفنا هنا الورد هيدبلو .
-طب خدى الفلوس ديه وبلاش شغل النهاردة
- شكلك فهمتنا غلط يا محترم .. أحنا مش بنشحتوا .. سلام يابيه ..
- استنى بس ..
- ورد .. ورد .. احمر ياورد ..
وغاب صوتها وسط هدير الأمواج ...
ولم أكد أدير وجهى عن بائعة الورد حتى تلقفتنى بائعة المناديل. لم تتجاوز الخامسة على يسرها أخوها يعضعض علبة مناديل وفى يمناها علبة أخرى.
- اشترى منى والنبى
هيئتها مقلقة، تقترب تنزل أخاها على الأرض فيمر من بين قدمىّ ويعبث بهما، وهى تتشبث بأطراف معطفى تتمسح فيه كقطة .. أجزم أنها لا تريد مالا حتى لو طلبته بلسانها. حاجتها أكبر من المال، فهل كانت ضحية رغبة كرغبة بائعة الورد؟ أم ضحية غباء والدين غير مؤهلين لحمل عواقب حبهما؟ ومن المسئول عن هذا الغباء؟ إن لم أكن أنا أحد المسئولين فلا أحد إذا مسئول.
لكننى فعلا لا بد أن أمضى فى طريقى فأنا على موعد من أجله خرجت من المكتبة، أبعدت الطفلة فى رفق وأعطيتها ثمن المناديل وتركتهم لها. وذهبت مسرعا. لكن حتى إسراعى لن يوقفنى عن تأمل تلك الصور الملقاة على الطريق ولن يمنعنى من تأمل جمالها وقبحها.
أصحاب عاهات ملقون على الطريق يروجون لسعاتهم، يشترون الرأفة بدعوة مهرطقة. أصحاب رغبات مسمومة يسرقون من اللذة ما لا يحق لهم.
تتستر تحت نقاب فهل سيرحمها من العيون المحتقرة لها؟ هل سيوقف اللعنات التى تنزل على رأسها من أفواههم النجسة تلعن النقاب ومن يرتديه بكافة أنواعهم ؟ يجلس بجانبها غير عابىء لا بنظرات ولا بها، يتعامل معها كجسد، قطعة لحم فقط.
يمر شيخان ينفران من المنظر، ينهرانه، فيسخر منهما ويستمر فى إنتهاكه لقطعة اللحم التى بجواره، يغضبان فيضربانه. تصرخ فيحمل حجرا يقذفه تجاههما، يتفادانه، يذهب أحدهما فيطوقه ويستعد الآخر لصفعه، تعلو صرخاتها، يحتشد الناس، ماذا لو كان فى وسط المحتشدين أخٌ أو قريب أو حتى جار لها ؟!
تأخرت، جريت، وصلت، ها هى حبيبتى تنتظر، تحلق فى طائر النورس البعيد، كعادتها جميلة، لكن لا لهذا أحببتها، فأنا أحبها لأسباب غير موجودة ..
- بخ ! أتأخرت عليكِ ؟!
- خمس دقايق وكنت همشى.
- طب يلا نروّح عشان تعبان.
- نعم بقى أنا أستناك كل ده وأنت تتسكع فى الشوارع وفى الآخر تقولى تعبان ونروّح ؟! اتفضل روّح أنا مش مروّحة ..
ضايقنى إنفعالها، لكنى استحسنت الأمر، سأستغل الموقف وأذهب لمطعم الجمهورية. هى لا تحبه لأسباب يجتمع عليها المغفلون وهى أنه ليس نظيفًا .. فيا أيها الحمقى يا من لا يحبون الصدق هل تعلمون ما يجرى خلف الستائر فى المطاعم الفارهة. هذه ذقنى لو تعرفون فمطابخهم بها أسرار تتساوى خطورة مع الأسرار العسكرية.
أذوب مع الصلصة السارحة فى صوابع المعكرونة البشاميل مع قطع الكبدة والسدق، لا تظنه طعاما عاديا، فهو ليس كذلك. أفلا يقولون أن الأكل نفس ؟ فماذا لو كان الأكل تاريخ .. يبدو أن المذاق سيكون مختلفا.
أنظر إلى صورة مؤسس الجمهورية خلف الكاشير، أى رجل هذا ! أى ملامح هذه ؟! تجاعيد وجهه ولونه يذكرانى بتربة أرضنا السمراء، عمّته وشاربه يحملان معانٍ بعيدة، نظرته جادة لكن تعتريها نفحة طيبة لا تخفى، الشال على كتفه كالنيل على صدر مصر، ليس هذا فقط ما يجعل مذاق الطعام مميزا، فتدافع الناس ورائحتهم وأصواتهم المزعجة تعطى مذاقا فريدا
- 2 كبدة و 3 سدق .. واحد فول و 2 فلافل .. 2 مكرونة .. هنا ولا برة .. ألفهالك ! .. عندك حواوشى .. طب هات 2 كلاوى .. اتوصى .. مبتبعوش حلويات ..
تشبعت من مذاق الحياة .. هل من أمنية أخرى أطلبها بعد هذه الوجبة الملوكى ؟ لا تسخروا .. نعم ملوكى بل وأعظم .. فأين ذلك الملك الذى يأكل طعاما بمذاق الحياة؟! إنه يكتب إليكم بعد أن خرج من الجمهورية متوجها لشارع السبع بنات، منتشيا من رائحة الخمر المنسكب على جدران الحياة.
- هانوفيل يا اسطى
يستوقف مواصلة تحمله إلى بيته الآيل للسقوط، يجيبه سائق الميكروباص
- بيطاش
- بيطاش بيطاش هو حد واخد منها حاجة .
يهم بالصعود، تتعلق بيده يدٌ رقيقة تجذبه، فينزل، ينظر خلفه فيراها .. هى حبيبته، يفتح ذراعيه ليعانقها، فتدفعه فى صدره برفق وتضحك
- يلا نركب عشان نروّح انت مش كنت تعبان ؟
- لو تعبانة اتفضلى روّحى أنا مش مروّح. تحبى تروحى على فين باريس ولا لندن ولا نيويورك ولا فينا؟
- أنا مكانى هنا، واندفعت ملقية برأسها فوق كتفه، التصقا، فهل يصبحان قلبًا واحدًا، حلمًا واحدًا، ألمًا واحدًا.
إحم أصبحا معًا فضيحة واحدة
- اللى أداك يدينا يا سيدى .. يا عم ما احنا تعبانين زيك .. أصل لو أهلك ربوكى مكنتيش تعملى كده .. هى ديه الثورة اللى علمتكم قلة الأدب .. أنت معندكش بنات تخاف يحصل فيهم كده .. هى البلد ولعت من شويه .... إلخ
- أنا بقول نروح أحسن ؟
- أحسن برضه ..
محمود يوسف
7/3/201
الأربعاء، 2 مارس 2011
النقد الأدبى: أصوله ومناهجه
النقد الأدبي: أصوله ومناهجه by سيد قطب
My rating: 4 of 5 stars
إنه لمن المحزن ألا يأخذ بحثٌ كهذا حقه من الإجلال والتعظيم وأن يُعدم كما أُعدم صاحبه؛ فأنا أراه قد طرق فى عالم الأدب طريقا مهجورًا، وما الهجر هذا بقصر فى الطريق ولكن القصر كان من إناس ذلك العصر الذين لا يطلبون من الفن إلا لذته الزائفة ناسين أن الفن وسيلة وليس غاية، وأن المتعة ما هى إلا سمة من سماته، فأراهم يتحولون إلى الشعر لما فيه من نغم وخلافه من جماليات، ولا أنقص من قدر الشعر فالشعر أرقى فنون الأدب لكنه ليس أهمها وأجدهم يلجئون إلى القصة لما فيها من حَبكٍ درامى وصراع وخلافه، تاركين من فنون الأدب ما هو أهم وأعظم. وأجد أن البحث من أهم المجالات - حاليا- التى تحتاج إلى الأدب لتضفى على مادة البحث لونًا من الجمال ينفك به الجمود المخيم على مادته العلمية، ويحتاج إليها الأدب ليرتقى بما تحتويه من أفكار. وبتلك الإمكانية التى يمتلكها الأدب فى التأثير فى النفس والفكر تعود الصورة لوضعيتها الصحيحة فالفن -بما فيه الأدب- وسيلة، ترتقى بنا ونرتقى بها، تحوى أفكارنا؛ فتحتويها نفوسنا.
لقد قوّم ذلك البحث نظرتى إلى الفن عمومًا والأدب خصوصًا؛ فهو يُعتبر بمثابة مرحلة إنتقالية فى حياة القارىء المبتدئ فى مجال الأدب، وبمثابة مقدمة فى مجال النقد. ولا أقصد بالنقد، ذلك النقد الإحترافى الذى يُدعى صاحبه ناقدًا، إنما النقد الواجب على كل قارىء حتى يُقال أنه قارىء، فالكتاب يتناول موضوع بدائى، فيعرض فى جزئه الأول لماهية العمل الأدبى فى جملة "التعبير عن تجربة شعورية فى صورة موحية" ثم يبسط تلك الجملة فى فصول يتناول فيها تعريف القيمة الموضوعية بجانبيها الشعوري والتعبيرى ثم ينتقل بترتيب أنيق للمواضيع إلى مناقشة تلك القيم فى كل فن من فنون الأدب عارضًا للوسيلة التى يتطلبها كل نوع حتى ينضج ويصل لغايته الأساسية التى يؤثر بها فى القراء.
ثم ينتقل بعد ذلك فيبدع فصلا بعنوان قواعد النقد الأدبى بين الفلسفة والعلم ويعتبر ذلك الفصل مقدمة لفصل مناهج النقد الأدبى الذى يليه، وقد تناول فيه بعض الأراء الفلسفية والعلمية التى تعرض للأدب بما فيها نظرة أفلاطون وأرسطو للفن عمومًا والشعر خصوصًا لكونه مادة الأدب فى ذلك العصر، ثم يتناول الربط بين الفنون بمختلف أشكالها حتى يصل إلى نتيجة أن معاملة الفنون لايمكن أن تكون واحدة يجمعها مصطلح "قواعد النقد الفنى" وإنما لكل فن خصائصه التى تميزه لذا فهو بحاجة لقواعد النقد الخاصة به.
حتى يصل إلى الفصل الذى من أجله كان البحث وهو "مناهج النقد الأدبى" فيعرض لأربع مناهج هى:
1- المنهج الفنى، وفى تناوله يعرض تعريفًا وتأصيلا تاريخيًا بالأمثلة المقتبسة من كتب العرب القديمة ثم يعرض لأمثلة من العصر الحديث.
2- المنهج التاريخى، وقد تناوله بنفس الطريق التى سلكها فى المنهج الفنى.
3- المنهج النفسى، كسابقيه، إلا أنه أضاف إليه نماذج من تحليلات فرويد وغيره من علماء النفس فى تحليلهم لبعض الأعمال الأدبية.
4- المنهج المتكامل، وهو المنهج الذى آثره فهو يجمع بين جميع المناهج .
ورغم كل ما يميز البحث من بساطة لغوية وتناسق وترتيب ورؤية موضوعية جعلته يضع بعض الأدباء أصحاب مذاهب تتنافى مع مذهبه الأخلاقى فى قمة الهرم الأدبى، إلا أن بعض المقاطع التى برزت فى البحث قد جعلت من تلك السمات سمات تقليدية
فها هو يعرض لأخطر مخاطر "المنهج التاريخى" التى يتغنى بها بعض كُتّاب العصر وكأنهم مكتشفونها
"ومن أخطر مخاطر " المنهج التاريخى" الإستقراء الناقص والأحكام الجازمة، والتعميم العلمى.
فالإستقراء الناقص يؤدى بنا دائما إلى خطأ فى الحكم. ومن الأستقراء الناقص الإعتماد على الحوادث البارزة والظواهر الفذة التى لا تمثل سير الحياة الطبيعى. فألمع الحوادث وأبرز الظواهر ليست أكثر دلالة من الحوادث العامة والظواهر الصغيرة. وما نراه نحن أكثر دلالة قد لا يكون كذلك فى ذاته، بل ربما انجذابنا الخاص للإعجاب به أو الزراية عليه هو علة ما نرى فيه من دلالة بارزة! والأسلم أن نجمع أقصى ما نستطيع الحصول عليه من الظواهر والدلائل: حادثة أو نصا أو مستندا .. وألا نصل أحكامنا إلا بعد الإنتهاء من جميع الأسانيد، فذلك أضمن وأكفل بالصواب." أليس هذا ما يتغنى به شخصٌ يُدعى يوسف زيدان ؟! ماعلينا ..
تعالى لنعرف بماذا يتصف العلماء، يذكر سيد قطب فى أمثلة على خطر الأستقراء الناقص فيقول فى أحداهم:
"اعتمدت أنا شخصيا فى إصدار حكم على شعور الشاعر العربى بالطبيعة فى كتاب "كتب وشخصيات" (مثال رقم 2 فى المنهج الفنى) على استقراء المشهور من الشعر العربى، فهو حكم قابل للتخطئة، وأنا الآن أحاول أن أعيد الدراسة لاستيعاب المشهور وغير المشهور من هذا الشعر، لوزن ذلك الحكم الذى أصدرته متعجلاً!" هل من سمة أجلّ من اعتراف الإنسان بخطئة؟! تلك السمة التى تناساها الكثير من الكُتاب، ظنًا منهم أن شهرتهم التى اكتسبوها جعلتهم إلاهيين بمنأى عن الخطأ.
وانظر إلى تلك النظرة التى نظرها سيد قطب للأوضاع فى مصر قبل ثورة 23 يوليو 52 :
"ونستطيع من دراسة الأدب فى مصر فى العصر الحديث أن نلمح أنها تجتاز فترة اضطراب وبحث عن اتجاه لم تستقر عليه الأفكار، حينما نرى فيه عدة اتجاهات إلى أقصى اليمين وإلى أقصى اليسار. بعضهم يفتش عن المثل فى أطواء تاريخنا القديم فى عصر النهضة الإسلامية، وبعضهم يتمجد بالفرعونية، وبعضهم يتجه إلى أوربا وأمريكا، وبعضهم يتجه إلى روسيا؛ كما أن بعضهم ينطوى على نفسه عازفًا عن المجتمع وما فيه .. هى حالة تموج واضطراب . قد تتمخض عن انقلاب وقد تتمخض عن استقرار " ألم يعقب ذلك قيام ثورة 23 يوليو 52 ؟! أوليست تلك هى حالتنا قبل قيام ثورة 25 يناير ؟!
وحتى لا أطيل فكل فقرة فى الكتاب تحتاج إلى نظر وتحليل، أذكر سمة أخيرة يفتقدها كثير من النقاد سارقو الأحلام، الرافضون لمبدأ التجديد، وهى سمة المرونة "فالمناهج بصفة عامة فى النقد تصلح وتفيد حين تتخذ منارات ومعالم، ولكنها تفسد وتضر إذا جعلت قيودًا وحدودًا. شأنها فى هذا شأن المدارس فى الأدب ذاته فكل قالب محدود هو قيد للأبداع، وقد يصنع القالب لنضبط به النماذج المصنوعة، لا تصب فيه النماذج وتصاغ"
هذا كان عرضا موجزا لكتاب النقد الأدبى أصوله ومناهجه لصاحبه الشهيد على يد الديكتاتورية الناصرية التى لم يرح ضحيتها سيد قطب فقط بل راحت معه أفكار ثورية وإبداعات كان سيبدعها هو وغيره لولا ضيق أفق وبهيمية القادة الذين حرّموا الرأى والفكر ما داما غير أرائهم وفكرهم.
محمود يوسف
1\3\2011
View all my reviews
My rating: 4 of 5 stars
إنه لمن المحزن ألا يأخذ بحثٌ كهذا حقه من الإجلال والتعظيم وأن يُعدم كما أُعدم صاحبه؛ فأنا أراه قد طرق فى عالم الأدب طريقا مهجورًا، وما الهجر هذا بقصر فى الطريق ولكن القصر كان من إناس ذلك العصر الذين لا يطلبون من الفن إلا لذته الزائفة ناسين أن الفن وسيلة وليس غاية، وأن المتعة ما هى إلا سمة من سماته، فأراهم يتحولون إلى الشعر لما فيه من نغم وخلافه من جماليات، ولا أنقص من قدر الشعر فالشعر أرقى فنون الأدب لكنه ليس أهمها وأجدهم يلجئون إلى القصة لما فيها من حَبكٍ درامى وصراع وخلافه، تاركين من فنون الأدب ما هو أهم وأعظم. وأجد أن البحث من أهم المجالات - حاليا- التى تحتاج إلى الأدب لتضفى على مادة البحث لونًا من الجمال ينفك به الجمود المخيم على مادته العلمية، ويحتاج إليها الأدب ليرتقى بما تحتويه من أفكار. وبتلك الإمكانية التى يمتلكها الأدب فى التأثير فى النفس والفكر تعود الصورة لوضعيتها الصحيحة فالفن -بما فيه الأدب- وسيلة، ترتقى بنا ونرتقى بها، تحوى أفكارنا؛ فتحتويها نفوسنا.
لقد قوّم ذلك البحث نظرتى إلى الفن عمومًا والأدب خصوصًا؛ فهو يُعتبر بمثابة مرحلة إنتقالية فى حياة القارىء المبتدئ فى مجال الأدب، وبمثابة مقدمة فى مجال النقد. ولا أقصد بالنقد، ذلك النقد الإحترافى الذى يُدعى صاحبه ناقدًا، إنما النقد الواجب على كل قارىء حتى يُقال أنه قارىء، فالكتاب يتناول موضوع بدائى، فيعرض فى جزئه الأول لماهية العمل الأدبى فى جملة "التعبير عن تجربة شعورية فى صورة موحية" ثم يبسط تلك الجملة فى فصول يتناول فيها تعريف القيمة الموضوعية بجانبيها الشعوري والتعبيرى ثم ينتقل بترتيب أنيق للمواضيع إلى مناقشة تلك القيم فى كل فن من فنون الأدب عارضًا للوسيلة التى يتطلبها كل نوع حتى ينضج ويصل لغايته الأساسية التى يؤثر بها فى القراء.
ثم ينتقل بعد ذلك فيبدع فصلا بعنوان قواعد النقد الأدبى بين الفلسفة والعلم ويعتبر ذلك الفصل مقدمة لفصل مناهج النقد الأدبى الذى يليه، وقد تناول فيه بعض الأراء الفلسفية والعلمية التى تعرض للأدب بما فيها نظرة أفلاطون وأرسطو للفن عمومًا والشعر خصوصًا لكونه مادة الأدب فى ذلك العصر، ثم يتناول الربط بين الفنون بمختلف أشكالها حتى يصل إلى نتيجة أن معاملة الفنون لايمكن أن تكون واحدة يجمعها مصطلح "قواعد النقد الفنى" وإنما لكل فن خصائصه التى تميزه لذا فهو بحاجة لقواعد النقد الخاصة به.
حتى يصل إلى الفصل الذى من أجله كان البحث وهو "مناهج النقد الأدبى" فيعرض لأربع مناهج هى:
1- المنهج الفنى، وفى تناوله يعرض تعريفًا وتأصيلا تاريخيًا بالأمثلة المقتبسة من كتب العرب القديمة ثم يعرض لأمثلة من العصر الحديث.
2- المنهج التاريخى، وقد تناوله بنفس الطريق التى سلكها فى المنهج الفنى.
3- المنهج النفسى، كسابقيه، إلا أنه أضاف إليه نماذج من تحليلات فرويد وغيره من علماء النفس فى تحليلهم لبعض الأعمال الأدبية.
4- المنهج المتكامل، وهو المنهج الذى آثره فهو يجمع بين جميع المناهج .
ورغم كل ما يميز البحث من بساطة لغوية وتناسق وترتيب ورؤية موضوعية جعلته يضع بعض الأدباء أصحاب مذاهب تتنافى مع مذهبه الأخلاقى فى قمة الهرم الأدبى، إلا أن بعض المقاطع التى برزت فى البحث قد جعلت من تلك السمات سمات تقليدية
فها هو يعرض لأخطر مخاطر "المنهج التاريخى" التى يتغنى بها بعض كُتّاب العصر وكأنهم مكتشفونها
"ومن أخطر مخاطر " المنهج التاريخى" الإستقراء الناقص والأحكام الجازمة، والتعميم العلمى.
فالإستقراء الناقص يؤدى بنا دائما إلى خطأ فى الحكم. ومن الأستقراء الناقص الإعتماد على الحوادث البارزة والظواهر الفذة التى لا تمثل سير الحياة الطبيعى. فألمع الحوادث وأبرز الظواهر ليست أكثر دلالة من الحوادث العامة والظواهر الصغيرة. وما نراه نحن أكثر دلالة قد لا يكون كذلك فى ذاته، بل ربما انجذابنا الخاص للإعجاب به أو الزراية عليه هو علة ما نرى فيه من دلالة بارزة! والأسلم أن نجمع أقصى ما نستطيع الحصول عليه من الظواهر والدلائل: حادثة أو نصا أو مستندا .. وألا نصل أحكامنا إلا بعد الإنتهاء من جميع الأسانيد، فذلك أضمن وأكفل بالصواب." أليس هذا ما يتغنى به شخصٌ يُدعى يوسف زيدان ؟! ماعلينا ..
تعالى لنعرف بماذا يتصف العلماء، يذكر سيد قطب فى أمثلة على خطر الأستقراء الناقص فيقول فى أحداهم:
"اعتمدت أنا شخصيا فى إصدار حكم على شعور الشاعر العربى بالطبيعة فى كتاب "كتب وشخصيات" (مثال رقم 2 فى المنهج الفنى) على استقراء المشهور من الشعر العربى، فهو حكم قابل للتخطئة، وأنا الآن أحاول أن أعيد الدراسة لاستيعاب المشهور وغير المشهور من هذا الشعر، لوزن ذلك الحكم الذى أصدرته متعجلاً!" هل من سمة أجلّ من اعتراف الإنسان بخطئة؟! تلك السمة التى تناساها الكثير من الكُتاب، ظنًا منهم أن شهرتهم التى اكتسبوها جعلتهم إلاهيين بمنأى عن الخطأ.
وانظر إلى تلك النظرة التى نظرها سيد قطب للأوضاع فى مصر قبل ثورة 23 يوليو 52 :
"ونستطيع من دراسة الأدب فى مصر فى العصر الحديث أن نلمح أنها تجتاز فترة اضطراب وبحث عن اتجاه لم تستقر عليه الأفكار، حينما نرى فيه عدة اتجاهات إلى أقصى اليمين وإلى أقصى اليسار. بعضهم يفتش عن المثل فى أطواء تاريخنا القديم فى عصر النهضة الإسلامية، وبعضهم يتمجد بالفرعونية، وبعضهم يتجه إلى أوربا وأمريكا، وبعضهم يتجه إلى روسيا؛ كما أن بعضهم ينطوى على نفسه عازفًا عن المجتمع وما فيه .. هى حالة تموج واضطراب . قد تتمخض عن انقلاب وقد تتمخض عن استقرار " ألم يعقب ذلك قيام ثورة 23 يوليو 52 ؟! أوليست تلك هى حالتنا قبل قيام ثورة 25 يناير ؟!
وحتى لا أطيل فكل فقرة فى الكتاب تحتاج إلى نظر وتحليل، أذكر سمة أخيرة يفتقدها كثير من النقاد سارقو الأحلام، الرافضون لمبدأ التجديد، وهى سمة المرونة "فالمناهج بصفة عامة فى النقد تصلح وتفيد حين تتخذ منارات ومعالم، ولكنها تفسد وتضر إذا جعلت قيودًا وحدودًا. شأنها فى هذا شأن المدارس فى الأدب ذاته فكل قالب محدود هو قيد للأبداع، وقد يصنع القالب لنضبط به النماذج المصنوعة، لا تصب فيه النماذج وتصاغ"
هذا كان عرضا موجزا لكتاب النقد الأدبى أصوله ومناهجه لصاحبه الشهيد على يد الديكتاتورية الناصرية التى لم يرح ضحيتها سيد قطب فقط بل راحت معه أفكار ثورية وإبداعات كان سيبدعها هو وغيره لولا ضيق أفق وبهيمية القادة الذين حرّموا الرأى والفكر ما داما غير أرائهم وفكرهم.
محمود يوسف
1\3\2011
View all my reviews
الأحد، 20 فبراير 2011
كوم زبالة
إن عدم إعجابى بشىء ما لا يعنى إطلاقًا رداءة ذلك الشىء، فقد يبدو جميلا لكنه لا يعجبنى. والسبب هو عجز ذلك الشىء عن كونه دنياويًا، يحمل بين طياته الجمالية قطرات من القبح، ويحوى بين الضحكات إنكسارات من الحزن وتُعزف فيه سيمفونية اللذة والألم.
وقد يعجب الكثيرون من إعجابى بأشياء يصفونها جهلا بالقذرة إلا أن تلك القذارة هى ثمنٌ لا بد من دفعه، حين تكون القيمة الجمالية للشىء أقيم من أن يكون هكذا مجرد جميل فعلى سبيل المثال يرى الناس فى أكوام الزبالة قمة القذارة، وأنا أرى أن ما القذارة إلا الثمن المقدم، يُدفع بديل عن الأموال، فما أن تدفعه، حتى يتراءى لك العالم الجمالى الذى غفلته لعدم قدرتك على تحمل الثمن، فإذا بصورة من الألوان العبثية المتداخلة المتناقضة الفوضوية، أى فنان يملك القدرة والحرفية على خلق تلك الفوضوى؟ وأى مصمم رقصات أو معارك قادر على إخراج حركات حشود الذباب بذلك النظام الفوضوى من كر وفر متفادية السقوط ضحية فى معركة بين كلب وقط أو قط وقط أو قط وفأر؟ وأين علماء الأجتماع والفلاسفة ليروا نموذج لطبقات المجتمع فهاهم السادة من الكلاب والقطط والفئران يتصارعون من أجل تقسيم التركة التى لم يكن لهم حق فيها من الأساس فإنما هى هبة من البشر، ورغم ذلك فهم يتصارعون، وتسقط ضحايا ليس لها ذنب من الحشرات المسكينة والبكتريا البريئة، وأين الأديب لينسج ملحمته، مجموعة من البكتريا بقيادة حشرة، تسببوا فى مصرع كلب، يجمع الأديب خيوط ملحمته يصعد بالحشرة إلى عنان السماء الحشرة تغنى يا أرض اتهدى ما عليك أدى، لكل متجبر نهاية لو كانت اكتفت بانتصارها على الكلب ورحلت لتعيش حياتها الطبيعية حشرة كما الحشرات لما لاقت ذلك المصير، فقد اشتدت رائحة الكلب الميت، فقرر أهل الحى حرق كوم الزبالة.. وانتهت الحشرة ..
وغيرها من الحكايات والصور متخبية فى كوم زبالة.
ومابين حكاية وحكاية ومابين صورة وصورة تتلم الدنيا فى كوم زبالة.
محمود يوسف
20\2\2011
مستوحاة من تراكم أكوام الزبالة فى الفترة الماضية .. محاولة لتغير المفهوم الجمالى .. فالجمال فى العين التى ترى لا المنظر المرئى ..
الخميس، 17 فبراير 2011
الواحدة والربع بعد منتصف الليل
الواحدة والربع بعد منتصف الليل ثملت عقارب الساعة، ترنحت مترددة، أتمضى فى طريقها غير عابئة بذلك المجهول الذى ينتظرها أم تعود لعل بعودتها تنكشف لها صور من ذلك المجهول، لا أدرى حينها أمضت فى طريقها أم عادت.
صوت لم أتمكن من تحديد ملامحه داعب أذنى حينها، حاولت تحديد مصدره لم أتمكن فقد كان منبعث من جهتين أحدهما هى الجهة ذات الشرفة التى أستقبل فيها القمر، وأجلس فى حفلات السمر الليلية مع النجوم وتتهمنى أمى بالجنون. منذ سنوات كنت أتحدث من خلالها إلى البحر وأودّع الشمس، كنت صغيرا أبكى لرحيلها، ظننتها تغرق فى ماء البحر وتنطفىء وأن الشمس التى تشرق فى اليوم التالى هى أختها قد ولدتها الأرض الأم، صغيرة، رقيقة، فى بدايتها، تحرقها الساعات فتحرقنا، رغم أشعتها اللاسعة التى تجبرنى على إغماض عينى، إلا إننى كنت أحمل من الإشفاق عليها ما ينسينى غضبى منها، فكلها ساعات وستغرق، كم هى مسكينة تلك الشموس تستسلم بهدوء لسحر البحر، لماذا لا تقاوم البحر؟ لماذا لم تتعلم السباحة مثلنا نحن البشر؟ سألت أمى عن البحر فقالت كلام يخيفنى أما أبى فلا يتكلم، تعلمت السباحة، لعله كان حلما أن أنقذ أحد الشموس يوما ما .. أعتبرتها هى هديتى للأرض الأم، فقد قالت أمى أن الله خلقنا من الأرض. والشمس تخرج من الأرض أى أن الشمس أختى .. قالت أمى لا.. الشمس لا تخرج من الأرض، لم أصدقها فقد كانت تخرج كل يوم أمام عينى من الأرض عند الجهة الأخرى لغرفتى .. لا أعرف لماذا تحولت أسطورة البحر إلى بئر يقبع بعيدا عند موضع الغروب يسكن فيه تنين ضخم يأكل الشموس .. كدت أكره تلك الشموس على غبائها لماذا لا تغير طريقها لماذا تستسلم لذلك التنين فيأكلها كل يوم ؟ أأقول للأرض أن تعلم بناتها ألا يذهبن عند التنين؟ فعلت قلت لها، زجرتنى أمى
-ماذا تفعل يا مجنون؟ الأرض لا تسمع ولا تتكلم
- أنت لم تكلميها يا أمى حتى ترد عليكِ، أما فتتحدثت إليها وأجابتنى .
فى فترة لا أستطيع تحديدها ولا أعرف كيف مضت إلا أننى لا أستطيع أن أقول إلا أنها الفترة الأقبح فى حياتى، تلك الفترة التى طُمست فيها كل الأساطير والخيالات وكأننى كنت فيها نائما فاستيقظت على إنتهاكٍ لم استطع حتى أن أرفضه، فقد أقام هاتكو عرض الطبيعة مبانٍ حالت بينى وبين البحر والشمس، حرمتنى حق البكاء لأجل الشمس المسلوبة، حرمتنى من متابعة لحظة إنبثاق الشموس من رحم الأرض، حرمتنى من حلمى بتحرير الشموس من سحر البحر، من حلمى بقتل ذلك التنين الشرير الذى يأكل الشموس.
خرجت إلى الشرفة لأرى مصدر الصوت، إلا أن خروجى إلى الشرفة يأجج فىّ حرارة تلك الذكريات، رأيت السماء تمطر، كان الصوت صوت قبلات حبات المطر لجدران البيت صوت إندماج السماء بالأرض، صوت التكامل.. إن الحديث عن سعادتى يستحيل التعبير عنه فلا أحد من قبل كانت ميتا ثم عادت إليه الروح، ولا حتى أنا إلا أن روحى ما هى إلا تلك الأحلام والأساطير والخيالات وها هى عادت إلى تحملها حبات المطر.دخلت أرتدي معطفا ثقيل، ثم صففت شعرى وحملت كتابا وقلما وأوراق ومشغل الموسيقى وهاتفى الخلوى، ثم عدت أحتضن السماء من جديد ها هو المطر يتساقط عاريًا أمام المصابيح، كنت أظن أن السماء ماهى إلا بحرًا كبير وهى من أنجبت البحر، وعندما تمطر، فإن السماء تشتاق إلى ابنها البحر، فتقرر النزول إليه، فتتساقط أجزاء من السماء على هيئة أمطار، ولولا أن الله منعها لأكملت إسقاط باقى أجزائها لتعانق ابنها. جلست على مقعد خشبى أملت ظهره على جدار الشرفة وأرخيت عنقى إلى الخلف، أدرت مشغل الموسيقى على أغنية المفضلة Need You Now ل Lady Antebellum ربما لأننى فعلا كنت ثملًا لكن لا بفعل الخمر إنما هى النشوة التى تملأ النفس فى حال السعادة المفرطة لكن الأحاسيس البشرية ليست بهذه البساطة حتى تتلخص فى إحساسٍ واحد فقد كان يملؤنى إحساسٌ بالوحدة، إحساس بالحاجة إلى تلك التى عوضتنى عن شموسى المسلوبة، خصوصا أن المطر يحمل لنا الكثير من الذكريات، أذكر لها أسطورتها بشأن البرق
- تعرف أن البرق مكنش بيعمى قبل كده ؟
- معرفش طول عمرهم يقولوا لنا لا تبص فى السما وقت البرق لا تتعمى ..
- ههههههه تعرف أنى لازم أبص فى السما وقت البرق ..
- أنتِ مجنونة أوعى تعملى كده تانى ..
- هاعمل بس أنت عارف ليه الناس بيتعموا ؟؟
- ليه ؟
- لأن أجمل حاجة فى الدنيا ممكن تشوفها هى البرق .. بيبين عروق السما البيضا .. ويخلى السما تنزف مطر .. عشان كده اللى يشوفه مينفعش يشوف حاجة بعد كده ..
- طب متبوصيش للبرق تانى ..
- أفكر .
هذه هى روحها التى تعرف أن المغامرة إذا لم تغلفها المخاطر، فهى لا تعدو كونها لعبة.. فحياتها رغم أنها لا تمضى منها لحظة إلا بضحكة تهتز لها جدران أذنى، لا تعرف فيها إلا الجد، حتى فى قمة الهزل يكسو الجد ملامحه.
نغمات الأغنية تتصاعد إلى رأسى تتسرب إلى قلبى، ألم نكن - أنا وهى - نسمعها عند الواحدة والربع كل يوم ثم نتبعها بمكالمة نفجر فيها كل الأحلام والأمنيات ؟ كان شيئًا وانتهى، أما الآن فأنت أكبر من تلك الحماقات. عجيب أمر الإنسان ينشد الحرية، يكسر القيود الخارجية وفى داخله قيود لا تتكسر .. ألا يستطيع أن يحرر نفسه من عواطفه، وإن تحرر منها فهل نستطيع أن نطلق عليه لفظة إنسان؟؟ حينها سيكون أله مجرد أله يطلق عليها مجازًا إنسان. لن أكون أله، لكن لن أرضخ لتلك العواطف. سأترك الأمر كله، وها هى الأغنية تنتهى.
إنها رنة هاتفى .. هى .. ماذا تريد ألم تقل الأيام كلمتها بشأن علاقتنا..
- آلو
- أزيك ؟
- فى حاجة ؟؟
- الدنيا بتمطر حبيت أكلمك بعد ما سمعت الأغنية .
- والمطلوب ؟
- ولا حاجة .. خلاص أنا سمعت صوتك . عايز حاجة ؟
- شكرا مع السلامة .
لا أعرف لماذا عاملتها بتلك القسوة، لكنها هى الأخرى تقسو علىّ، وأى قسوة تلك التى تخرج من صدرها مع رنة صوتها لتتسلل إلى قلبى عبر أذنى، فإذا به يضطرب ويشتعل شوقًا للأيام التى قضينها تحت المطر ووقت الغروب أمام البحر.
تلقيت رسالة منها لا أعرف سببها أهى طعنة أخرى ترسلها إلى ..هى التى تعرف كيف تعذبنى ..
"kissin' u softly " love u good night mahmoud N sweet dreams " مسحتها فى الحال لا أريد ذكريات أخرى. هدأت الأمطار تدريجيا فسجلت قصتى تلك، ورحت أبحث عن ساعتى، مازالت العقارب ثملة عند الواحدة والربع أتمضى فى طريقها، أم تعود؟ لا أدرى سأشترى بطارية جديدة وأرى ..
صوت لم أتمكن من تحديد ملامحه داعب أذنى حينها، حاولت تحديد مصدره لم أتمكن فقد كان منبعث من جهتين أحدهما هى الجهة ذات الشرفة التى أستقبل فيها القمر، وأجلس فى حفلات السمر الليلية مع النجوم وتتهمنى أمى بالجنون. منذ سنوات كنت أتحدث من خلالها إلى البحر وأودّع الشمس، كنت صغيرا أبكى لرحيلها، ظننتها تغرق فى ماء البحر وتنطفىء وأن الشمس التى تشرق فى اليوم التالى هى أختها قد ولدتها الأرض الأم، صغيرة، رقيقة، فى بدايتها، تحرقها الساعات فتحرقنا، رغم أشعتها اللاسعة التى تجبرنى على إغماض عينى، إلا إننى كنت أحمل من الإشفاق عليها ما ينسينى غضبى منها، فكلها ساعات وستغرق، كم هى مسكينة تلك الشموس تستسلم بهدوء لسحر البحر، لماذا لا تقاوم البحر؟ لماذا لم تتعلم السباحة مثلنا نحن البشر؟ سألت أمى عن البحر فقالت كلام يخيفنى أما أبى فلا يتكلم، تعلمت السباحة، لعله كان حلما أن أنقذ أحد الشموس يوما ما .. أعتبرتها هى هديتى للأرض الأم، فقد قالت أمى أن الله خلقنا من الأرض. والشمس تخرج من الأرض أى أن الشمس أختى .. قالت أمى لا.. الشمس لا تخرج من الأرض، لم أصدقها فقد كانت تخرج كل يوم أمام عينى من الأرض عند الجهة الأخرى لغرفتى .. لا أعرف لماذا تحولت أسطورة البحر إلى بئر يقبع بعيدا عند موضع الغروب يسكن فيه تنين ضخم يأكل الشموس .. كدت أكره تلك الشموس على غبائها لماذا لا تغير طريقها لماذا تستسلم لذلك التنين فيأكلها كل يوم ؟ أأقول للأرض أن تعلم بناتها ألا يذهبن عند التنين؟ فعلت قلت لها، زجرتنى أمى
-ماذا تفعل يا مجنون؟ الأرض لا تسمع ولا تتكلم
- أنت لم تكلميها يا أمى حتى ترد عليكِ، أما فتتحدثت إليها وأجابتنى .
فى فترة لا أستطيع تحديدها ولا أعرف كيف مضت إلا أننى لا أستطيع أن أقول إلا أنها الفترة الأقبح فى حياتى، تلك الفترة التى طُمست فيها كل الأساطير والخيالات وكأننى كنت فيها نائما فاستيقظت على إنتهاكٍ لم استطع حتى أن أرفضه، فقد أقام هاتكو عرض الطبيعة مبانٍ حالت بينى وبين البحر والشمس، حرمتنى حق البكاء لأجل الشمس المسلوبة، حرمتنى من متابعة لحظة إنبثاق الشموس من رحم الأرض، حرمتنى من حلمى بتحرير الشموس من سحر البحر، من حلمى بقتل ذلك التنين الشرير الذى يأكل الشموس.
خرجت إلى الشرفة لأرى مصدر الصوت، إلا أن خروجى إلى الشرفة يأجج فىّ حرارة تلك الذكريات، رأيت السماء تمطر، كان الصوت صوت قبلات حبات المطر لجدران البيت صوت إندماج السماء بالأرض، صوت التكامل.. إن الحديث عن سعادتى يستحيل التعبير عنه فلا أحد من قبل كانت ميتا ثم عادت إليه الروح، ولا حتى أنا إلا أن روحى ما هى إلا تلك الأحلام والأساطير والخيالات وها هى عادت إلى تحملها حبات المطر.دخلت أرتدي معطفا ثقيل، ثم صففت شعرى وحملت كتابا وقلما وأوراق ومشغل الموسيقى وهاتفى الخلوى، ثم عدت أحتضن السماء من جديد ها هو المطر يتساقط عاريًا أمام المصابيح، كنت أظن أن السماء ماهى إلا بحرًا كبير وهى من أنجبت البحر، وعندما تمطر، فإن السماء تشتاق إلى ابنها البحر، فتقرر النزول إليه، فتتساقط أجزاء من السماء على هيئة أمطار، ولولا أن الله منعها لأكملت إسقاط باقى أجزائها لتعانق ابنها. جلست على مقعد خشبى أملت ظهره على جدار الشرفة وأرخيت عنقى إلى الخلف، أدرت مشغل الموسيقى على أغنية المفضلة Need You Now ل Lady Antebellum ربما لأننى فعلا كنت ثملًا لكن لا بفعل الخمر إنما هى النشوة التى تملأ النفس فى حال السعادة المفرطة لكن الأحاسيس البشرية ليست بهذه البساطة حتى تتلخص فى إحساسٍ واحد فقد كان يملؤنى إحساسٌ بالوحدة، إحساس بالحاجة إلى تلك التى عوضتنى عن شموسى المسلوبة، خصوصا أن المطر يحمل لنا الكثير من الذكريات، أذكر لها أسطورتها بشأن البرق
- تعرف أن البرق مكنش بيعمى قبل كده ؟
- معرفش طول عمرهم يقولوا لنا لا تبص فى السما وقت البرق لا تتعمى ..
- ههههههه تعرف أنى لازم أبص فى السما وقت البرق ..
- أنتِ مجنونة أوعى تعملى كده تانى ..
- هاعمل بس أنت عارف ليه الناس بيتعموا ؟؟
- ليه ؟
- لأن أجمل حاجة فى الدنيا ممكن تشوفها هى البرق .. بيبين عروق السما البيضا .. ويخلى السما تنزف مطر .. عشان كده اللى يشوفه مينفعش يشوف حاجة بعد كده ..
- طب متبوصيش للبرق تانى ..
- أفكر .
هذه هى روحها التى تعرف أن المغامرة إذا لم تغلفها المخاطر، فهى لا تعدو كونها لعبة.. فحياتها رغم أنها لا تمضى منها لحظة إلا بضحكة تهتز لها جدران أذنى، لا تعرف فيها إلا الجد، حتى فى قمة الهزل يكسو الجد ملامحه.
نغمات الأغنية تتصاعد إلى رأسى تتسرب إلى قلبى، ألم نكن - أنا وهى - نسمعها عند الواحدة والربع كل يوم ثم نتبعها بمكالمة نفجر فيها كل الأحلام والأمنيات ؟ كان شيئًا وانتهى، أما الآن فأنت أكبر من تلك الحماقات. عجيب أمر الإنسان ينشد الحرية، يكسر القيود الخارجية وفى داخله قيود لا تتكسر .. ألا يستطيع أن يحرر نفسه من عواطفه، وإن تحرر منها فهل نستطيع أن نطلق عليه لفظة إنسان؟؟ حينها سيكون أله مجرد أله يطلق عليها مجازًا إنسان. لن أكون أله، لكن لن أرضخ لتلك العواطف. سأترك الأمر كله، وها هى الأغنية تنتهى.
إنها رنة هاتفى .. هى .. ماذا تريد ألم تقل الأيام كلمتها بشأن علاقتنا..
- آلو
- أزيك ؟
- فى حاجة ؟؟
- الدنيا بتمطر حبيت أكلمك بعد ما سمعت الأغنية .
- والمطلوب ؟
- ولا حاجة .. خلاص أنا سمعت صوتك . عايز حاجة ؟
- شكرا مع السلامة .
لا أعرف لماذا عاملتها بتلك القسوة، لكنها هى الأخرى تقسو علىّ، وأى قسوة تلك التى تخرج من صدرها مع رنة صوتها لتتسلل إلى قلبى عبر أذنى، فإذا به يضطرب ويشتعل شوقًا للأيام التى قضينها تحت المطر ووقت الغروب أمام البحر.
تلقيت رسالة منها لا أعرف سببها أهى طعنة أخرى ترسلها إلى ..هى التى تعرف كيف تعذبنى ..
"kissin' u softly " love u good night mahmoud N sweet dreams " مسحتها فى الحال لا أريد ذكريات أخرى. هدأت الأمطار تدريجيا فسجلت قصتى تلك، ورحت أبحث عن ساعتى، مازالت العقارب ثملة عند الواحدة والربع أتمضى فى طريقها، أم تعود؟ لا أدرى سأشترى بطارية جديدة وأرى ..
الاثنين، 14 فبراير 2011
سخافة يدعونها حبًا
عجيب أمر هؤلاء الناس يحتفلون بيوم للحب، لن أتطرق لتاريخ هذا اليوم، فالأساطير متعددة وسخيفة ولا تعنى لنا شىء على الإطلاق، والرد العام عادة عليها يكون نحن لا نحتفل من أجل هذا إنما احتفالنا من أجل الحب.. وهنا تتبلور المأساة أن يصبح للحب يوما .. فاليوم أحبك أكثر وغدا ربما سأحبك أقل، اليوم سأعبر لك عن حبى وغدا لن يصبح ذلك مهمًا فقد أحتفلنا بالأمس .. يالها من طعنة يوجهها المحبون أو فلنقل مدعى الحب إلى الحب .. ذلك الإحساس الذى يحول الأيام كلها أعياد وتصبح الأصوات والكلمات حتى سخيفها ورديئها أغنيات و وتحال به الدنيا كلها إلى جنة، وقد يعتبر البعض أن ما يلاقوه من صعاب وعثرات فى الحب هو النار، وأقول لهم هل كان خلق الجنة يعنى شيئا إذا لم تُخلق النار؟ فاللذة والألم ظاهرهما متناقضان لكنهما متلازمان. بيدك أنت أن تجعل من الألم لذة وأن تبقى على اللذة حتى لا تحال إلى ألم ولن تقدر على ذلك بغير الحب. فالحب كالعصا السحرية تضرب هنا فيصير ألماظًا وذهبًا.وإن لم يكن حقيقيًا فيكفيك أنك تراه كذلك ولا شأن لك بنظرات من حولك. وقد تضرب هناك فتصير نارا تحرقك أنت ومن تحب وربما مع إضطرام النار ينطفىء الحب فيصير هشيما تذروه الرياح إلى صندوق الذكريات العتيق. هكذا الحب قد يصنع منك عنترا يصنع المعجزات أو قيسا مجنونًا يبكى على ليلاه. إن كنت حقا محبا فلست بحاجة لعيد عم فالنتين. فالحب لا أيام له الحب عمر لا يتجزأ، طريق بلا محطات إستراحة. فانطلق ما شاء الله لك.
الأمر الأخر المضحك المبكى هو اللون الأحمر لا أعرف علاقة الأحمر بالحب ربما لأن اللون الأحمر يعطى إحساسا بالدفء؟؟ ربما لأنه يدل على الإشتياق والإحتراق؟؟ وهل الحب ينحصر فى دفءٍ وإشتياق؟؟ هل الحب فقط دفءٌ واحتراق؟؟ إن كان كذلك فما ذلك الإحساس الذى يتملكنى حين أفترش الرمال وألتحف السماء وتمتزج الألوان ما بين الأزرق والأبيض والأصفر والأحمر وأرى وجه حبيبة لا أعرفها لكننى أحسها ويغمرنى حبها فى رائحة تحملها إلى نسمات البحر، فى دفء شعاع يداعب عينىّ، فى برد رمال تلامس أطرافى، فى همسات الموج المتتابعة فى لحنها الأبدى. كل هذه الألوان والأصوات والحركات كيف تختزل فى لون واحد؟؟ لا أدرى إذا عن ماذا يعبرون بلونهم الأحمر أعن الحب؟ لا أظن.. إنها سخافة يدعونها حبًا.
محمود يوسف
14\2\2011الأحد، 13 فبراير 2011
حيّا الله شارع النبى دنيال
حيّا الله شارع النبى دنيال
شارع الكاردو دي كومانوس شارع الوحدة الوطنية
من فترة لم أكن أعرف سر حبى الشديد لهذا الشارع كنت عادة أرجعه لعدة أسباب متجمعة منها أن الشارع يُعتبر مثالا للوحدة الوطنية على أرض مصر وأطلق عليه شارع الوحدة الوطنية نظرا لوجود مسجد النبى دنيال الذى يعتبر من أقدم مساجد مصر، والكنيسة المرقسية أقدم كنيسة في مصر وأفريقيا التي بناها القديس مرقس في القرن الأول الميلادي. ومعبد النبي دانيال اليهودى الذى يحتوي علي مكتبة تحوي نحو 50 نسخة قديمة من التوراة وكتب أخرى يعود تاريخ بعضها إلي القرن الخامس عشر، وهو أول معبد يهودى يقام في إفريقيا والمعبد الوحيد الذي بقي في مصر حتى الآن. وقبل الثورة كان المعبد من الأماكن المحظورة، وإن حاولت الإقتراب لمجرد معرفة تاريخ المعبد أو أى معلومة عنه لكن النتيجة كانت " أجرى يا حبيبى ألعب بعيد" وإن لم تكن هيئتى هيئة محترم لكانت العاقبة وخيمة، الإضرار بأمن مصر القومى وربما تهمة التعدى على طاقية السائح اليهودى السحرية. لكن أظن أن الأيام المقبلة سيكون الوضع مختلف.
الشارع يحمل مزيجا تاريخيا من الحكايات والأساطير، الأكثر منها تشبثا بذهنى هى تلك القصة التى حكاها لى جدى عن الفتاة التى ابتلعتها الأرض أثناء البحث عن مقبرة الإسكندر وكانت صبية جميلة كالبدر اختتفها المجهول من حبيبها، هكذا قال لكن شهادة جدى ليست مؤكدة فهى عادة نصفها سخرية، فقد سبق أن حكى لى عن ثورة المعيز الذين ثاروا على الفلاحين وخرجوا على شريط القطار وأكلوه. وكانت الحرب حامية بين المعيز والبشر تختفى المعيز فى النهار ويخرجوا فى الليل يأكلون من خيرات البلد. لكن رواية النبى دنيال التى حكاها لى جدى مختلفة وقد تأكدت من مصادر أخرى أن بالفعل كان هناك إعمال حفر واختفت فتاه ويقال أن مياه المجارى حملتها إلى البحر لذلك لم يعثروا عليها .. وروايات أخرى قالت بأن المنطقة ملبوسة عفاريت والعياذ بالله وروايات أخرى تقول إنها لعنة الفراعنة {لعنة الفراعنة إيه اللى جابها عند الإسكندر} بدى سؤالى لصاحب الرواية غبيًا وكانت إجابته مقنعة بعض الشىء " هو الإسكندر مش لما جه مصر ادولوا لقب ابن الإله أمون، أهو عمك أمون عملوا تعويذة عشان محدش يسرق مقبرته " وروايات عن مسجد النبى دنيال "أن جنود عمرو ابن العاص عند الفتح الإسلامى عثروا على مكان وعليه أقفال حديد محاط بحوض من الرخام الأخضر.وعند فتحه وجدوا هيكل لرجل ليس على هيئة أهل العصر، فأنفه طويل ويده طويلة وعليه أكفان مرصعة بالذهب، فأبلغوا عمر بن الخطاب بذلك فسأل علي بن أبي طالب رضي الله عنهما، فقال له: هذا نبي الله دانيال. فأمر عمر بتحصين قبره حتى لا يمسه اللصوص." ورواية أخرى تنفي السابقة وتقول أن الضريح الموجود بالمسجد على عمق حوالي خمسة أمتار هو للشيخ محمد دانيال الموصلي وهو رجل صالح جاء إلى الإسكندرية في نهاية القرن الثامن الهجري وقام بتدريس أصول الدين وعلم الفرائض على النهج الشافعي وظل بها حتى وفاته سنة 810 هـ ودفن بالمسجد، الذي يعود تاريخ بناؤه الى القرن الثاني عشر الهجري.
فى هذا الشارع مر ميشال تورنيه وبرنارد نويل وجمال الغيطاني ومحمد سلماوي وادوارد خراط وصنع الله ابراهيم وعلاء الأسواني والأهم نجيب محفوظ فى زياراته الصيفية للإسكندرية .
فى هذا الشارع رأيت ما يشبه برج بيزا المائل، العمارة الشهيرة التى انزلقت على غفلة ومالت وقد صدر قرار بغلق شارع النبى دنيال حتى يُنفذ قرار الإزالة وكنت أجد لذة عجيبة وأنا أقف أمام العمارة المائلة. وخرجت كثير من الروايات حول موضوع العمارة .
إن بدت كل هذه الأسباب وغيرها لا أجد الوقت لذكرهم تكفى لأن أتعلق بهذا الشارع العريق إلا أننى ما لهذا كتبت.
فاليوم واليوم فقط عرفت سبب عشقى لهذا الشارع. ولن يعرف قيمة هذا السبب إلا من جرب الكيف ويعرف حكمة أن الكيف بيذل، ولا أذاقك الله إدمان الكتب، ليست الكتب ككلمات أو كأفكار أو حتى حيوات. إنما الكتب كأرواح الكتب كأعمار وتواريخ الكتب كأجساد، لا أتخيل أن يوما يمر ولا أجد كتابا يحتضنى وأحتضنه، قد أبدوا مخبولا، لكن الكيف بيذل، لن يكفينى كتاب واحد، بل إن كتابا واحدا هو العذاب كله، والكتاب بلا تاريخ كالورقة البيضاء بلا ملامح لن أستمتع إلا ببياضها. لذلك وجدت فى شارع النبى دنيال ضالتى، وكأنه العين التى تفجرت لى فى صحراء الظمأ، لم أتوقف عن النهل من مائها، لكن الشربة الأخيرة كانت الأروع والأمتع فى جودتها وقيمتها، ولا تقول لى سور إزبكية ولا معرض كتاب ولا معرض بطيخ، بعد الصفقة الأخيرة فى شارع النبى دنيال ملاذ مدمنى الكتب وأصحاب الكيف لا أظننى فى يوم سأقف أمام المكتبات ذات البتريينات اللامعة أنظر إليها فى عرض شمة.
وكنوع من الدعايا لبائعى الكتب فى النبى الدنيال ورغبة منى فى ضرب سوق المكتبات ذات البترينات اللامعة وكنوع من الفخر بالإنجاز والتعبير عن سعادتى العارمة بصفقة اليوم.
الصفقة كانت مقابل 36 جنيه .. 36 جنيه لا تكفى ثمن رواية ثلاثية غرناطة لرضوى عاشور لكن الرواية كانت ضمن 18 كتاب وهم :
1 - ثلاثية غرناطة .. رضوى عاشور
2- الأرض .. عبد الرحمن الشرقاوى
3- إنى راحلة .. يوسف السباعى
4 - شخصية مصر .. جمال حمدان
5 - نجوم فى عز الظهر .. يوسف معاطى
6 - أوراق 1954 .. جميل عطية إبراهيم
7 - الشمعة والدهليز .. الطاهر وطار
8 - جسد أول .. نبيل نعوم
9 - شبح كانترفيل .. أوسكار ويلد ترجمة لويس عوض
10- قصة الزواج .. ليوتولستوى
11- النمل الأبيض .. عبد الوهاب الأسوانى
12 - أحاديث جدتى .. د.سهير القلماوى
13 - خمرية .. أمين العيوطى
14 - ساعة مغرب .. محمد البساطى
15 - كليوبترا ملكة مصرية أم عاهرة إغريقية .. مايكل جرانت
أما الكتب الثلاث الأكثر أهمية بالنسبة لى
1- مذابح الإخوان فى سجون ناصر .
وعلى الجانب الآخر :
2 - محكمة الشعب الجزء السادس يحتوى على جزء من محاكمة الشيخ الهضيبى. وبقية الأجزاء فى طريقها إلى.
وكتاب آخر يبدو نادرا
3 - الشاعر عبد الحميد الديب حياته وفنه للدكتور عبد الرحمن عثمان. وما يجعل كتاب كهذا نادرا من وجهة نظرى أن المعلومات المتوافرة على النت عن الشاعر عبد الحميد الديب فقيرة جدا ومعظمها وإن لم يكن جميعها من كتاب الأستاذ محمد رضوان بعنوان شاعر البؤس عبد الحميد الديب..
والكتب بحالة جيدة جدا باستثناء اثنين.
كل هذه الثروة ب 36 جنيه وبدون فصال. حيّا الله شارع النبى دنيال.
محمود يوسف
بتاريخ النهاردة
المراجع :
أنا وجدى والناس اللى فى الشارع .
مقال فى جريدة الشرق الأوسط بتاريخ الاحـد 18 محـرم 1428 هـ 4 فبراير 2007 العدد 10295 .
مقال الدستور 19 1 2010 عن قرار غلق شارع النبى دنيال .
شارع الكاردو دي كومانوس شارع الوحدة الوطنية
من فترة لم أكن أعرف سر حبى الشديد لهذا الشارع كنت عادة أرجعه لعدة أسباب متجمعة منها أن الشارع يُعتبر مثالا للوحدة الوطنية على أرض مصر وأطلق عليه شارع الوحدة الوطنية نظرا لوجود مسجد النبى دنيال الذى يعتبر من أقدم مساجد مصر، والكنيسة المرقسية أقدم كنيسة في مصر وأفريقيا التي بناها القديس مرقس في القرن الأول الميلادي. ومعبد النبي دانيال اليهودى الذى يحتوي علي مكتبة تحوي نحو 50 نسخة قديمة من التوراة وكتب أخرى يعود تاريخ بعضها إلي القرن الخامس عشر، وهو أول معبد يهودى يقام في إفريقيا والمعبد الوحيد الذي بقي في مصر حتى الآن. وقبل الثورة كان المعبد من الأماكن المحظورة، وإن حاولت الإقتراب لمجرد معرفة تاريخ المعبد أو أى معلومة عنه لكن النتيجة كانت " أجرى يا حبيبى ألعب بعيد" وإن لم تكن هيئتى هيئة محترم لكانت العاقبة وخيمة، الإضرار بأمن مصر القومى وربما تهمة التعدى على طاقية السائح اليهودى السحرية. لكن أظن أن الأيام المقبلة سيكون الوضع مختلف.
الشارع يحمل مزيجا تاريخيا من الحكايات والأساطير، الأكثر منها تشبثا بذهنى هى تلك القصة التى حكاها لى جدى عن الفتاة التى ابتلعتها الأرض أثناء البحث عن مقبرة الإسكندر وكانت صبية جميلة كالبدر اختتفها المجهول من حبيبها، هكذا قال لكن شهادة جدى ليست مؤكدة فهى عادة نصفها سخرية، فقد سبق أن حكى لى عن ثورة المعيز الذين ثاروا على الفلاحين وخرجوا على شريط القطار وأكلوه. وكانت الحرب حامية بين المعيز والبشر تختفى المعيز فى النهار ويخرجوا فى الليل يأكلون من خيرات البلد. لكن رواية النبى دنيال التى حكاها لى جدى مختلفة وقد تأكدت من مصادر أخرى أن بالفعل كان هناك إعمال حفر واختفت فتاه ويقال أن مياه المجارى حملتها إلى البحر لذلك لم يعثروا عليها .. وروايات أخرى قالت بأن المنطقة ملبوسة عفاريت والعياذ بالله وروايات أخرى تقول إنها لعنة الفراعنة {لعنة الفراعنة إيه اللى جابها عند الإسكندر} بدى سؤالى لصاحب الرواية غبيًا وكانت إجابته مقنعة بعض الشىء " هو الإسكندر مش لما جه مصر ادولوا لقب ابن الإله أمون، أهو عمك أمون عملوا تعويذة عشان محدش يسرق مقبرته " وروايات عن مسجد النبى دنيال "أن جنود عمرو ابن العاص عند الفتح الإسلامى عثروا على مكان وعليه أقفال حديد محاط بحوض من الرخام الأخضر.وعند فتحه وجدوا هيكل لرجل ليس على هيئة أهل العصر، فأنفه طويل ويده طويلة وعليه أكفان مرصعة بالذهب، فأبلغوا عمر بن الخطاب بذلك فسأل علي بن أبي طالب رضي الله عنهما، فقال له: هذا نبي الله دانيال. فأمر عمر بتحصين قبره حتى لا يمسه اللصوص." ورواية أخرى تنفي السابقة وتقول أن الضريح الموجود بالمسجد على عمق حوالي خمسة أمتار هو للشيخ محمد دانيال الموصلي وهو رجل صالح جاء إلى الإسكندرية في نهاية القرن الثامن الهجري وقام بتدريس أصول الدين وعلم الفرائض على النهج الشافعي وظل بها حتى وفاته سنة 810 هـ ودفن بالمسجد، الذي يعود تاريخ بناؤه الى القرن الثاني عشر الهجري.
فى هذا الشارع مر ميشال تورنيه وبرنارد نويل وجمال الغيطاني ومحمد سلماوي وادوارد خراط وصنع الله ابراهيم وعلاء الأسواني والأهم نجيب محفوظ فى زياراته الصيفية للإسكندرية .
فى هذا الشارع رأيت ما يشبه برج بيزا المائل، العمارة الشهيرة التى انزلقت على غفلة ومالت وقد صدر قرار بغلق شارع النبى دنيال حتى يُنفذ قرار الإزالة وكنت أجد لذة عجيبة وأنا أقف أمام العمارة المائلة. وخرجت كثير من الروايات حول موضوع العمارة .
إن بدت كل هذه الأسباب وغيرها لا أجد الوقت لذكرهم تكفى لأن أتعلق بهذا الشارع العريق إلا أننى ما لهذا كتبت.
فاليوم واليوم فقط عرفت سبب عشقى لهذا الشارع. ولن يعرف قيمة هذا السبب إلا من جرب الكيف ويعرف حكمة أن الكيف بيذل، ولا أذاقك الله إدمان الكتب، ليست الكتب ككلمات أو كأفكار أو حتى حيوات. إنما الكتب كأرواح الكتب كأعمار وتواريخ الكتب كأجساد، لا أتخيل أن يوما يمر ولا أجد كتابا يحتضنى وأحتضنه، قد أبدوا مخبولا، لكن الكيف بيذل، لن يكفينى كتاب واحد، بل إن كتابا واحدا هو العذاب كله، والكتاب بلا تاريخ كالورقة البيضاء بلا ملامح لن أستمتع إلا ببياضها. لذلك وجدت فى شارع النبى دنيال ضالتى، وكأنه العين التى تفجرت لى فى صحراء الظمأ، لم أتوقف عن النهل من مائها، لكن الشربة الأخيرة كانت الأروع والأمتع فى جودتها وقيمتها، ولا تقول لى سور إزبكية ولا معرض كتاب ولا معرض بطيخ، بعد الصفقة الأخيرة فى شارع النبى دنيال ملاذ مدمنى الكتب وأصحاب الكيف لا أظننى فى يوم سأقف أمام المكتبات ذات البتريينات اللامعة أنظر إليها فى عرض شمة.
وكنوع من الدعايا لبائعى الكتب فى النبى الدنيال ورغبة منى فى ضرب سوق المكتبات ذات البترينات اللامعة وكنوع من الفخر بالإنجاز والتعبير عن سعادتى العارمة بصفقة اليوم.
الصفقة كانت مقابل 36 جنيه .. 36 جنيه لا تكفى ثمن رواية ثلاثية غرناطة لرضوى عاشور لكن الرواية كانت ضمن 18 كتاب وهم :
1 - ثلاثية غرناطة .. رضوى عاشور
2- الأرض .. عبد الرحمن الشرقاوى
3- إنى راحلة .. يوسف السباعى
4 - شخصية مصر .. جمال حمدان
5 - نجوم فى عز الظهر .. يوسف معاطى
6 - أوراق 1954 .. جميل عطية إبراهيم
7 - الشمعة والدهليز .. الطاهر وطار
8 - جسد أول .. نبيل نعوم
9 - شبح كانترفيل .. أوسكار ويلد ترجمة لويس عوض
10- قصة الزواج .. ليوتولستوى
11- النمل الأبيض .. عبد الوهاب الأسوانى
12 - أحاديث جدتى .. د.سهير القلماوى
13 - خمرية .. أمين العيوطى
14 - ساعة مغرب .. محمد البساطى
15 - كليوبترا ملكة مصرية أم عاهرة إغريقية .. مايكل جرانت
أما الكتب الثلاث الأكثر أهمية بالنسبة لى
1- مذابح الإخوان فى سجون ناصر .
وعلى الجانب الآخر :
2 - محكمة الشعب الجزء السادس يحتوى على جزء من محاكمة الشيخ الهضيبى. وبقية الأجزاء فى طريقها إلى.
وكتاب آخر يبدو نادرا
3 - الشاعر عبد الحميد الديب حياته وفنه للدكتور عبد الرحمن عثمان. وما يجعل كتاب كهذا نادرا من وجهة نظرى أن المعلومات المتوافرة على النت عن الشاعر عبد الحميد الديب فقيرة جدا ومعظمها وإن لم يكن جميعها من كتاب الأستاذ محمد رضوان بعنوان شاعر البؤس عبد الحميد الديب..
والكتب بحالة جيدة جدا باستثناء اثنين.
كل هذه الثروة ب 36 جنيه وبدون فصال. حيّا الله شارع النبى دنيال.
محمود يوسف
بتاريخ النهاردة
المراجع :
أنا وجدى والناس اللى فى الشارع .
مقال فى جريدة الشرق الأوسط بتاريخ الاحـد 18 محـرم 1428 هـ 4 فبراير 2007 العدد 10295 .
مقال الدستور 19 1 2010 عن قرار غلق شارع النبى دنيال .
الجمعة، 11 فبراير 2011
ضريبة الذل .. سيد قطب
مقال نُشر لسيد قطب منتصف يوليو 1952 ويناسب الأوضاع الحالية وهو نداء لكل متقاعس، لكل من آثر الذل على الكرامة. وظن أن الذل أرخص لكن ضريبة الذل أغلى، أغلى بكثير.
" بعض النفوس الضعيفة يخيل إليها أن للكرامة ضريبة باهظة، لا تطاق، فتختار الذل والمهانة هرباً من هذه التكاليف الثقال، فتعيش عيشة تافهة، رخيصة، مفزعة، قلقة، تخاف من ظلها، وتَفْرَقُ من صداها، "يحسبون كل صيحة عليهم" ، "ولتجدنهم أحرص الناس على حياة".
هؤلاء الأذلاء يؤدون ضريبة أفدح من تكاليف الكرامة، إنهم يؤدون ضريبة الذل كاملة، يؤدونها من نفوسهم، ويؤدونها من أقدارهم، ويؤدونها من سمعتهم، ويؤدونها من اطمئنانهم، وكثيراً ما يؤدونها من دمائهم وأموالهم وهم لا يشعرون.
وإنهم ليحسبون أنهم ينالون في مقابل الكرامة التي يبذلونها قربى ذوي الجاه والسلطان حين يؤدون إليهم ضريبة الذل وهم صاغرون، ولكن كم من تجربة انكشفت عن نبذ الأذلاء نبذ النواة، بأيدي سادتهم الذين عبدوهم من دون الله، كم من رجل باع رجولته، ومرغ خديه في الثرى تحت أقدام السادة، وخنع، وخضع، وضحى بكل مقومات الحياة الإنسانية، وبكل المقدسات التي عرفتها البشرية، وبكل الأمانات التي ناطها الله به، أو ناطها الناس … ثم في النهاية إذا هو رخيص رخيص، هَيِّنٌ هَيِّن، حتى على السادة الذين استخدموه كالكلب الذليل، السادة الذين لهث في إثرهم، ووَصْوَصَ بذنبه لهم، ومرغ نفسه في الوحل ليحوز منهم الرضاء!
كم من رجل كان يملك أن يكون شريفاً، وأن يكون كريماً، وأن يصون أمانة الله بين يديه، ويحافظ على كرامة الحق، وكرامة الإنسانية، وكان في موقفه هذا مرهوب الجانب، لا يملك له أحد شيئاً، حتى الذين لا يريدون له أن يرعى الأمانة، وأن يحرس الحق، وأن يستعز بالكرامة، فلما أن خان الأمانة التي بين يديه، وضعف عن تكاليف الكرامة، وتجرد من عزة الحق، هان على الذين كانوا يهابونه، وذل عند من كانوا يرهبون الحق الذي هو حارسه، ورخص عند من كانوا يحاولون شراءه، رخص حتى أعرضوا عن شرائه، ثم نُبِذَ كما تُنْبَذُ الجيفة، وركلته الأقدام، أقدام الذين كانوا يَعِدُونه ويمنونه يوم كان له من الحق جاه، ومن الكرامة هيبة، ومن الأمانة ملاذ.
كثير هم الذين يَهْوُونَ من القمة إلى السَّفْح، لا يرحمهم أحد، ولا يترحم عليهم أحد، ولا يسير في جنازتهم أحد، حتى السادة الذين في سبيلهم هَوَوْا من قمة الكرامة إلى سفوح الذل، ومن عزة الحق إلى مَهَاوي الضلال، ومع تكاثر العظات والتجارب فإننا ما نزال نشهد في كل يوم ضحية، ضحية تؤدي ضريبة الذل كاملة، ضحية تخون الله والناس، وتضحي بالأمانة وبالكرامة، ضحية تلهث في إثر السادة، وتلهث في إثر المطمع والمطمح، وتلهث وراء الوعود والسراب ….. ثم تَهْوِي وتَنْزَوِي هنالك في السفح خَانِعَةً مَهِينَة، ينظر إليها الناس في شماتة، وينظر إليها السادة في احتقار.
لقد شاهدتُ في عمري المحدود - ومازلت أشاهد - عشرات من الرجال الكبار يحنون الرؤوس لغير الواحد القهار، ويتقدمون خاشعين، يحملون ضرائب الذل، تثقل كواهلهم، وتحني هاماتهم، وتلوي أعناقهم، وتُنَكِّس رؤوسهم …. ثم يُطْرَدُون كالكلاب، بعد أن يضعوا أحمالهم، ويسلموا بضاعتهم، ويتجردوا من الحُسنَيَيْن في الدنيا والآخرة، ويَمضون بعد ذلك في قافلة الرقيق، لا يَحُسُّ بهم أحد حتى الجلاد.
لقد شاهدتهم وفي وسعهم أن يكونوا أحراراً، ولكنهم يختارون العبودية، وفي طاقتهم أن يكونوا أقوياء، ولكنهم يختارون التخاذل، وفي إمكانهم أن يكونوا مرهوبي الجانب، ولكنهم يختارون الجبن والمهانة …. شاهدتهم يهربون من العزة كي لا تكلفهم درهماً، وهم يؤدون للذل ديناراً أو قنطاراً، شاهدتهم يرتكبون كل كبيرة ليرضوا صاحب جاه أو سلطان، ويستظلوا بجاهه أو سلطانه، وهم يملكون أن يَرْهَبَهم ذوو الجاه والسلطان! لا ، بل شاهدت شعوباً بأَسْرِها تُشْفِقُ من تكاليف الحرية مرة، فتظل تؤدي ضرائب العبودية مرات، ضرائب لا تُقَاس إليها تكاليف الحرية، ولا تبلغ عُشْرَ مِعْشَارِها، وقديماً قالت اليهود لنبيها "يا موسى إن فيها قوماً جبارين وإنا لن ندخلها أبداً ماداموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هنا قاعدون" فأَدَّتْ ثمن هذا النكول عن تكاليف العزة أربعين سنة تتيه في الصحراء، تأكلها الرمال، وتذلها الغربة، وتشردها المخاوف…. وما كانت لتؤدي معشار هذا كله ثمناً للعزة والنصر في عالم الرجال.
إنه لابد من ضريبة يؤديها الأفراد، وتؤديها الجماعات، وتؤديها الشعوب، فإما أن تؤدى هذه الضريبة للعزة والكرامة والحرية، وإما أن تؤدى للذلة والمهانة والعبودية، والتجارب كلها تنطق بهذه الحقيقة التي لا مفر منها، ولا فكاك.
فإلى الذين يَفْرَقُونَ من تكاليف الحرية، إلى الذين يخشون عاقبة الكرامة، إلى الذين يمرِّغُون خدودهم تحت مواطئ الأقدام، إلى الذين يخونون أماناتهم، ويخونون كراماتهم، ويخونون إنسانيتهم، ويخونون التضحيات العظيمة التي بذلتها أمتهم لتتحرر وتتخلص.
إلى هؤلاء جميعاً أوجه الدعوة أن ينظروا في عبر التاريخ، وفي عبر الواقع القريب، وأن يتدبروا الأمثلة المتكررة التي تشهد بأن ضريبة الذل أفدح من ضريبة الكرامة، وأن تكاليف الحرية أقل من تكاليف العبودية، وأن الذين يستعدون للموت توهب لهم الحياة، وأن الذين لا يخشون الفقر يرزقون الكفاية، وأن الذين لا يَرْهَبُون الجاه والسلطان يَرْهَبُهم الجاه والسلطان.
ولدينا أمثلة كثيرة وقريبة على الأذلاء الذين باعوا الضمائر، وخانوا الأمانات، وخذلوا الحق، وتمرغوا في التراب ثم ذهبوا غير مأسوف عليهم من أحد، ملعونين من الله، ملعونين من الناس،
وأمثلة كذلك ولو أنها قليلة على الذين يأبون أن يذلوا، ويأبون أن يخونوا، ويأبون أن يبيعوا رجولتهم، وقد عاش من عاش منهم كريماً، ومات من مات منهم كريما"
الثلاثاء، 8 فبراير 2011
أطياف .. رضوى عاشور
"إن التعود يلتهم الأشياء، يتكرر ما نراه فنستجيب له بشكل تلقائى كأننا لا نراه" . لم تُرِدْ رضوى عاشور أن يلتهم التعود سيرتها الذاتية، فتجنبت الطرق التقليدية فى عرض السيرة الذاتية،ومزجت سيرتها بطيف هو شخصية شجر الخيالية.. فصار كل منهما طيف للآخر. وفى حركتها المكوكية المتنقلة فى السرد بين الحاضر والماضى وإن استطاعت أن تملك على شعورى فى بعد الفقرات إلا إنها حرمتنى من الإندماج التام مع النص، كان أسلوب جديد -على الأقل بالنسبة لى- لكن ليس كل جديد جيدًا.
ومع قراءتى الأولى لعمل لرضوى عاشور وهى قراءتى الأولى أيضا فى الأدب النسوى بدى الأمر مختلفا تمام، فحين أقرأ رواية كالنبطى لزيدان وهى بأكملها تُروى على لسان بطلتها لا أشعر فيها على الإطلاق بأنها كلمات من أنثى إنما ربما عن أنثى أما فى قراءتى لأطياف فلامست امرأة حقيقية فى رقة النص رغم أنه تناولت أحداث مأساوية، فى مشاعر أمومة، فى عبارة يا "زفت " " نعم يا ماما" ،فى أريج من حياتها أحسست به أثناء القراءة، فى العطر الفنى المخيم على أسرتها التى رغم كل الأحداث العصيبة التى مرت بها لم تبخل علينا بالفن.هذا بالنسبة للقيم التعبيرية والشعورية.
أما القيم الموضوعية فهى كطريقة السرد مكوكية متنقلة بين نقاط من الضعف والقوة.
نقاط قوة :
1 - براعتها فى رصد صور من الواقع الإجتماعى كظاهرة الغش والسلبية فى هيئة التدريس .
2 - إحساسها بجيلنا وأن القهر ومسعى التحرر أكثر الأوتار رهافة فى وجدان هذا الجيل .
3 - ذكرها لبعض الفظائع التى ارتُكبت فى حق العرب مثل ما حدث فى قرية العزيزية والبدرشين ونزلة الشوبك فى 25 مارس 1919 من قِبل الإحتلال الإنجليزى ومذبحة صبرا وشاتيلا ودير ياسين من قِبل الإحتلال الإسرائيلى وبالنسبة لى قراءة موضوع كهذا فى الفترة الراهنة أقلقنى وأيقظنى فى نفس الوقت.
4- تجنبها للمشاهد الجنسية مما جعلنى أحترمها جدًا فى وقت صارت فيه تلك المشاهد سمة أساسية وكأنها قاعدة حتى إن لم يكن لها ضرورة وهى عادةً كذلك .
نقاط ضعف :
1 - النقطة الأكثر استفزازا لى والتى جعلتنى أضع كاتب كيوسف زيدان فى كتّاب القائمة السوداء والتى كررتها رضوى عاشور وهى الاقتباس أولا وثانيًا تحويل العمل الأدبى اللى المفترض أنه تعبير عن تجربة شعورية فى صورة موحية إلى حصة لغة عربية لشرح معانى الكلمات، ودراسة لسان العرب، المفترض أنى حين أقرأ عمل أدبى أعيش حياة أخرى أعيش إحساس الكاتب، وأنا لست ضد الإقتباس كمبدأ لكن ضده كطريقة، إذا أردت أن تقتبس فلتندمج أولا بالنص ثم بعد ذلك تُخرج لى المضمون بإحساسك، إنما أنا لو عايز أتعلم لغة عربية كان زمانى قرأت لسان العرب.
2- لا أدرى أهو استخفاف بعقلية القارىء أم عدم إدراك من الكاتبة لكن الكثيرين مع الأسف يرتكبون هذا الخطأ ويتكلمون على لسان الأطفال وقد تصل بهم السخافة لمناقشة قضايا فلسفية، هنا فعلتها رضوى فى شخصية كريم الطفل أربع سنوات وهى مرحلة ما قبل العمليات العقلية The mental Preoperational .. وعلى لسان كريم قال أنه مبيحبش الكلام و علل للسبب بأسلوب منطقى يتنافى مع المرحلة العمرية التى يرتكز فيها ما بين طور ما قبل المفاهيم والطور الحدسى وكان هناك تعليلات عديدة وعمليات منطقية لطفل فى الرابعة تبدو مستحيلة وما كان من رضوى عاشور أنها جعلت شكل الكلمات طفولى إنما يستحيل أن تضعف التفكير ليصل إلى التفكير الطفولى فكان منها أن صارت الكلمات رغم صورتها الهشة قوية من الداخل. وبالرغم أن كريم قال أنه ما بيحبش الكلام الكتير إلا أن يبدو أن الدكتورة رضوى عاشور نسيت فكان لكريم أربعة من أكبر المقولات فى الكتاب.
3- هذه النقطة قد تعتبر تأكيدا لسابقتها و هى الهدية بالنسبة لكريم :
كريم قال أن الهدية ممكن تكون وردة أو لعبة أو قلم أو بوسة.
أولا : ماذا تعنى الوردة لطفل فى الرابعة من عمره ؟؟ لا أدرى لنعتبر أن كريم واد حبّيب من صغره .
ثانيا : ماذا يعنى القلم لطفل فى الرابعة من عمره ؟؟ لو كانت ألوان كانت ممكن تبقى مقبولة .
ثالثًا: البوسة لا أعتقد أن هناك أكثر من البوس يكره الطفل فى هذه المرحلة العمرية اللى بيتهرى فيها بوس بسبب خدوده الملظلظة ..
ده يوضح أن العبارة اللى قالتها رضوى عاشور على لسان كريم هى عبارتها، إنعكاس لشخصيتها ألزمتها للطفل الغلبان .. وده يوضح استحالة التعبير عن الإطفال لأن الإنسان لا يستطيع أن يتجرد من خبراته الحياتية ويفكر بعقلية الطفل .. والحل من رأيى: إذا كنت مضطر أنى أضيف شخصية طفل إما أعبر عن شعورى تجاهه وأتجنب الحديث عن دخيلة نفسه وإما أكتفى بسرد أفعالهم فقط بشرط أنها تتناسب مع المرحلة العمرية التى يمرون بها.
والرواية ككل لم تضعنى أمام قضية كونية كبيرة إنما تناولت قضايا جانبية ولهذا كان لها ثلاث نجوم.
ومع قراءتى الأولى لعمل لرضوى عاشور وهى قراءتى الأولى أيضا فى الأدب النسوى بدى الأمر مختلفا تمام، فحين أقرأ رواية كالنبطى لزيدان وهى بأكملها تُروى على لسان بطلتها لا أشعر فيها على الإطلاق بأنها كلمات من أنثى إنما ربما عن أنثى أما فى قراءتى لأطياف فلامست امرأة حقيقية فى رقة النص رغم أنه تناولت أحداث مأساوية، فى مشاعر أمومة، فى عبارة يا "زفت " " نعم يا ماما" ،فى أريج من حياتها أحسست به أثناء القراءة، فى العطر الفنى المخيم على أسرتها التى رغم كل الأحداث العصيبة التى مرت بها لم تبخل علينا بالفن.هذا بالنسبة للقيم التعبيرية والشعورية.
أما القيم الموضوعية فهى كطريقة السرد مكوكية متنقلة بين نقاط من الضعف والقوة.
نقاط قوة :
1 - براعتها فى رصد صور من الواقع الإجتماعى كظاهرة الغش والسلبية فى هيئة التدريس .
2 - إحساسها بجيلنا وأن القهر ومسعى التحرر أكثر الأوتار رهافة فى وجدان هذا الجيل .
3 - ذكرها لبعض الفظائع التى ارتُكبت فى حق العرب مثل ما حدث فى قرية العزيزية والبدرشين ونزلة الشوبك فى 25 مارس 1919 من قِبل الإحتلال الإنجليزى ومذبحة صبرا وشاتيلا ودير ياسين من قِبل الإحتلال الإسرائيلى وبالنسبة لى قراءة موضوع كهذا فى الفترة الراهنة أقلقنى وأيقظنى فى نفس الوقت.
4- تجنبها للمشاهد الجنسية مما جعلنى أحترمها جدًا فى وقت صارت فيه تلك المشاهد سمة أساسية وكأنها قاعدة حتى إن لم يكن لها ضرورة وهى عادةً كذلك .
نقاط ضعف :
1 - النقطة الأكثر استفزازا لى والتى جعلتنى أضع كاتب كيوسف زيدان فى كتّاب القائمة السوداء والتى كررتها رضوى عاشور وهى الاقتباس أولا وثانيًا تحويل العمل الأدبى اللى المفترض أنه تعبير عن تجربة شعورية فى صورة موحية إلى حصة لغة عربية لشرح معانى الكلمات، ودراسة لسان العرب، المفترض أنى حين أقرأ عمل أدبى أعيش حياة أخرى أعيش إحساس الكاتب، وأنا لست ضد الإقتباس كمبدأ لكن ضده كطريقة، إذا أردت أن تقتبس فلتندمج أولا بالنص ثم بعد ذلك تُخرج لى المضمون بإحساسك، إنما أنا لو عايز أتعلم لغة عربية كان زمانى قرأت لسان العرب.
2- لا أدرى أهو استخفاف بعقلية القارىء أم عدم إدراك من الكاتبة لكن الكثيرين مع الأسف يرتكبون هذا الخطأ ويتكلمون على لسان الأطفال وقد تصل بهم السخافة لمناقشة قضايا فلسفية، هنا فعلتها رضوى فى شخصية كريم الطفل أربع سنوات وهى مرحلة ما قبل العمليات العقلية The mental Preoperational .. وعلى لسان كريم قال أنه مبيحبش الكلام و علل للسبب بأسلوب منطقى يتنافى مع المرحلة العمرية التى يرتكز فيها ما بين طور ما قبل المفاهيم والطور الحدسى وكان هناك تعليلات عديدة وعمليات منطقية لطفل فى الرابعة تبدو مستحيلة وما كان من رضوى عاشور أنها جعلت شكل الكلمات طفولى إنما يستحيل أن تضعف التفكير ليصل إلى التفكير الطفولى فكان منها أن صارت الكلمات رغم صورتها الهشة قوية من الداخل. وبالرغم أن كريم قال أنه ما بيحبش الكلام الكتير إلا أن يبدو أن الدكتورة رضوى عاشور نسيت فكان لكريم أربعة من أكبر المقولات فى الكتاب.
3- هذه النقطة قد تعتبر تأكيدا لسابقتها و هى الهدية بالنسبة لكريم :
كريم قال أن الهدية ممكن تكون وردة أو لعبة أو قلم أو بوسة.
أولا : ماذا تعنى الوردة لطفل فى الرابعة من عمره ؟؟ لا أدرى لنعتبر أن كريم واد حبّيب من صغره .
ثانيا : ماذا يعنى القلم لطفل فى الرابعة من عمره ؟؟ لو كانت ألوان كانت ممكن تبقى مقبولة .
ثالثًا: البوسة لا أعتقد أن هناك أكثر من البوس يكره الطفل فى هذه المرحلة العمرية اللى بيتهرى فيها بوس بسبب خدوده الملظلظة ..
ده يوضح أن العبارة اللى قالتها رضوى عاشور على لسان كريم هى عبارتها، إنعكاس لشخصيتها ألزمتها للطفل الغلبان .. وده يوضح استحالة التعبير عن الإطفال لأن الإنسان لا يستطيع أن يتجرد من خبراته الحياتية ويفكر بعقلية الطفل .. والحل من رأيى: إذا كنت مضطر أنى أضيف شخصية طفل إما أعبر عن شعورى تجاهه وأتجنب الحديث عن دخيلة نفسه وإما أكتفى بسرد أفعالهم فقط بشرط أنها تتناسب مع المرحلة العمرية التى يمرون بها.
والرواية ككل لم تضعنى أمام قضية كونية كبيرة إنما تناولت قضايا جانبية ولهذا كان لها ثلاث نجوم.
محمود يوسف
الاثنين، 7 فبراير 2011
فاراداى
ساعتان من الملل الفيزيائى، أستاذ خنيق يطلع يرمى فى كلام بايخ نظرى، أمتى نخلص بقى، يطلع اللأستاذ يتكلم :
ولادى ركزوا معايا، يمكن تتعلموا أنتم لسه صغيرين ولسه فى أمل فيكم أخدتم قبل كده أن الطاقة ممكن تحويلها من صورة لأخرى واخدتم أن مرور تيار كهربى فى سلك يكون مجال مغناطيسى، فهل ممكن من المجال المغناطيسى يتكون تيار كهربى ؟؟
سؤال عادى لكن فى مجتمعنا ملهوش أى معنى، الكهربا عندنا خطر مميت، كهربا يعنى جمجمة وعظمتان، كهربا يعنى نور، دا حتى لما الكهربا بتنقطع بنقول النور قطع. ولأن التفكير عيب عندنا الأستاذ مسمحش أن أحنا نقبّح فى وجوده وحرق السؤال بغير إكتراث للجريمة اللى ارتكبها فى حقنا وكمل كلامه وكأن شيئا لم يكن :
عمك فاراداى كان قاعد فى المعمل بتاعه، جاب مغناطيس وملف سلك معزول مش لاصق فى بعضه، ووصله بجلفانومتر حساس الصفر بتاعه فى النصف، ومتقوليش جابه منين دا فارادى مش عم جمعه الكهربائى اللى عندكم .
دلوقتى بس عرفت ليه عم جمعه كان مصمم أنه يبقى كهربائى،وأزاى نجح وبقى أكبر كهربائى فى شارعنا، وعرفت ليه اتخانق مع الزبون اللى قال له يا جماجيعو .. أصل عم جمعه كان ساقط انجليزى فى الثانوى الصناعى، وكان فاكر أن فاراداى يعنى جمعه بالإنجليزى، وده كان سبب إعتزازه باسمه، ف ازاى يقبل أنه يبقى جماجيعو أو فرفيروا بفرض أن فاراداى يعنى جمعه .. المهم كمل الأستاذ :
ظبّط فاراداى العدة ومسك المغناطيس ودخله فى الملف وهو بيدخله هوب مؤشر الجلفانومتر لعب معاه، اتهبل عمك فاراداى قعد يدخل المغناطيس ويطلعه ويضحك، والجلفانومتر يلعب أكتر ويضحك، يقلب المغناطيس ويضحك، المؤشر يلعب على الجنبين ويطّوح زى المساطيل ويضحك، هوووووووب وفاراداى ميت على نفسه من الضحك يجى أبوه ويديله 100 قفا على سهوه ..
- بتعمل أيه يا ابن العبيطة ؟!
- بس متقولش عبيطة .
عمك فاراداى بعد ما قفاه ورم قالك بس ياعم كفاية ضحك نشوف أكل عيشنا ، أديها حركة تديك كهربا، فى حركة فى تيار، ما فى حركة ؟؟ ما فى تيار .
معجبنيش كلام الأستاذ مع انه ضحكنى، ومسكت فى ودان الواد اللى جمبى
- تعرف أن من غير فاراداى اللى الأستاذ بيتكلم عليه كده مكناش هنقعد هنا أنا وأنت نسمع كلام الراجل الخرمان ده ؟؟ تعرف أن فاراداى ده الملكة فيكتوريا زارته فى معمله .. هى اللى راحت له بنفسها مش طلبته يجيلها .. تعرف أن الفوايد العلمية وإكتشافات فاراداى عددها أكبر من عدد السنين اللى عاشها الأستاذ ده ؟؟ فى حوار سألته الملكة عن فايدة اكتشافاته الغريبة قالها " ما فائدة طفل رضيع يا سيدتى ؟؟" وكان قصده أن يوم من الأيام الناس هتعرف قيمة الحاجات ديه .. تعرف أن فاراداى ده علم نفسه بنفسه مش أحنا اللى بنموت فى الدرس مع أننا بناخد دروس خصوصية ؟
تعرف أن عبث فاراداى المعملى وبعده شخبطة ماكسويل الرياضية اللى لقاها شكلها مش متظبط فحط حد إضافى سماه تيار الإزاحة على سبيل الإفتراض والكلام ده كله اللى دفع إينشتين أن يكتشف النسبية الخاصة .. وبعدها يجى ب 100 سنة تتقلب الدنيا، ثورة تغير ملامح الأرض أعمال فاراداى وماكسويل كان الدناميت اللى فجر الثورة ديه، كان سبب أن الكهربا تستخدم فى النور وكان سبب فى إختراع التليفون والراديو والتلفزيون و القطارات والأجهزة الطبية والكمبيوتر يعنى كمان فاراداى كان سبب فى الثورة اللى فى مصر دلوقتى ..
يبصلى الأستاذ بعد ما كلامى لفت انتباه كام واحد من اللى جامبى بدأت أكل منه الجو، شغلانة تكسب دهب دا بيلهف مش أقل من 20 ألف جنيه فى الشهر من دمنا ..
- يا أيها الحيوان اسكت .
واضح أن الأستاذ لسه معرفنيش، بيغلط لكن أنا عارف أتعامل مع الأشكال ديه أزاى ، أكتر مايغيظ الأستاذ وأى شخص أن يحس أنه ولا حاجه أنه ملهوش أى تأثير، وأنا مع ابتسامة باردة مستفزة بتفرد على الكرسى واستجم كأنى على البحر غير عابئ بوجوده، شايف الشر بيطأ من عنيه، كمل الشرح
مقلناش اسم التجربة ، سألته قالى تجربة فاراداى ،ابتسمت نفس الإبتسامة الباردة المستفزة، عبيط ده ولا أيه ما فارداى عنده تجارب كتير. كلمت اللى جمبى عن تجربة فارادى اللى اخدناها فى الكميا السنة اللى فاتت وكلامى كان مبرر كويس أنه ينتقم منى ..
- قوم يالا ... اطلع بره .
بنفس الابتسامة الباردة المستفزة كان رد فعلى وأنا بلم كتبى بالتصوير البطيء وكان فى عين الأستاذ رغبة متوحشة فى رزعى 100 قفا على سهة زى اللى أخدهم فاراداى .. ممنعهوش إلا الطريق الوعر المكدس بالطلاب المغفلين و ع الباب حبيت أحيّه هو و فرافيروا بتاعه :
ابقى سلملى على فاراداى ابن العبيطة .
وأعدت أضحك واضحك . نفس الضحكة اللى ضحكها فاراداى
- هع هع هع هع هع ..
- تراااااااك تراااك تراااك ترااك ............. بالظبط 100 وعلى سهوة ...
الأحد، 6 فبراير 2011
لماذا رفضت الثورة ؟؟ ولماذا خرجت فى جمعة الغضب ؟؟
بداية قبل 25 يناير اختلفت وجهة نظرى من حيث منهج التغير وقلت :
"يا عم الله يخليك بلا تظاهر بلا كلام فارغ، كنت أعرف واحد عنده كلب تقريبا كان بيعامله معاملة مش ولابد زى مبيحصل معانا كده، فكر الكلب يعترض، نبح، عض صاحبنا، تفتكر صاحبنا عمل أيه؟ رماه فى الشارع؟! لا رماه بالنار هو ده اللى هيحصل بكره هنترمى بالنار ومع أول عربية أمن مركزى كله هيجرى ولو مجراش هيضرب وهنفضل متبهدلين.عمرك شوفت كلاب بنوا بيت وعملوا أسرة واستقروا؟ "
تصريحى هذا جلب على الكثير من المتاعب والإتهامات منها أنى أنا الكلب وألا أتحدث باسم أحد وأن انا اللى محتاج يتغير.. رد فعل الناس كان حاد ولا يقبل الرأى الآخر وده كان بيأكد وجهة نظرى أن من يطالب بالديمقراطية هو نفسه لا يؤمن بها ولا يتقبل الرأى الآخر .
والأمر الثانى استخدامنا لنفس الشعار اللى خرجت به الثورة التونسية دون علم بالإختلاف الكبير ما بين تونس ومصر وما بين طبيعة الشخصية المصرية والتونسية فى المصريين حب كبير للسلطة ولم يتعلموا قبول الآخر لدرجة وصلت أنى أرى سيارة معلق عليها لافتة " رئيس اللجان الشعبية "
والأهم هو حالة الفوضى التى خرجت بها الثورة والذى أكد لى أن الخسائر ستكون كبيرة.
200 شخص يكفوا أنهم يمحوا أى نظام حكم، لكن أولا يكون فى تأييد لهم من الشعب ويكون فيه دعم لتأهيلهم، وإن أراد الشعب قلب نظام الحكم القادم إن شاء الله فليخبرونى قبلها بعام.
والأهم هو حالة الفوضى التى خرجت بها الثورة والذى أكد لى أن الخسائر ستكون كبيرة.
200 شخص يكفوا أنهم يمحوا أى نظام حكم، لكن أولا يكون فى تأييد لهم من الشعب ويكون فيه دعم لتأهيلهم، وإن أراد الشعب قلب نظام الحكم القادم إن شاء الله فليخبرونى قبلها بعام.
من 25 يناير حتى جمعة الغضب 28 يناير كانت وجهة نظرى تتأكد وأن ما يحدث من أعمال عنف من جانب الشرطة مش سببه ظلم الحاكم بس سببه الأكبر أن شرطى الأمن المركزى مُغيب الوعى مثله مثل الكثير لأن لو كان عنده وعى كان مش هيقبل أنه يقتل أخوه .
جمعة الغضب 28 يناير بعد أن حدثت الإنتهاكات المثيرة للاستفزاز لم أقبل ماحدث وتوقعت أن تكون الحشود بهذه الكثرة، وإيمانا منى بحق الشعب فى تحديد مصيره، والديمقراطية الحقة خرجت للتعبير عن رأيى وهتفت بالحرية والديمقراطية والعدالة الإجتماعية ولقمة العيش والوظيفة .. وما زادنى إصرارا على الإستمرار حتى تتحق مطالبنا ما كان من الشرطة من ضرب وقنابل، وبعدنا عن هجمات الأمن المركزى وخرجت على راس كتيبة-هكذا أحب أن أسميها- وسلكنا طريقا جعل كتيتبنا تصل إلى قرابة المئة ألف مناضل دخلنا المساكن و مررنا بالسوق وعبرنا على أقسام شرطة وهتفنا " سلمية ... سلمية " لأن كتيبتنا كانت اغلبيتها رغم إنها مرت على مناطق شعبية كثيرة كان أغلبية من فيها شباب واعى وخرجنا على مظاهرة أخرى ومع هجومنا أصبحت سيارات الأمن المركزى بين شقى الرحى مما جعلهم يفرون كالفئران .. لكن حين تخرج كتائب من مناطق قفيانها وارمة من ظابط شرطة ولا مخبر أنت لن تستطيع إيقافها وهذا ماحدث عند خروج شباب منطقة اللبان والسيوف وشارع الرحمة وكرموز كل الأقسام ( بقت على البلاطة ) بلاطة أيه ولا حتى البلاطة .. تجار الرخام جمعوا صبيتهم وأخذوا الرخام ..
ما بعد الساعة الخامسة من يوم الجمعة قلة أدب ولا شك أن ما قبلها أيضا قلة أدب لكن ما بعدها قلة أدب ومسخرة وكل حاجة ..
الحكومة لم ترد ولم يحدث أى تغيير والشعب يشتعل ولا يوجد شىء لتفريغ هذه الشحنة العظيمة من الغضب.. الشرطة تلاشت كل ما يمثل الحكومة تم فتكه .. الناس ديه مكبوتة يعملوا أيه ؟؟ خرجوا على أمن الدولة يحرروا ذويهم مفيش حد ومفيش حاجة يطلعوا فيها الغضب.. مفيش غير رموز الثروة خرجوا الغلابة فى الأماكن اللى كانت فسحتهم وهناك كانت بتتبنى أحلامهم اللى نفسه فى عربية واللى نفسه يشترى حاجة من التوكيلات العالمية اللى هناك.. منطقة الداون تاون وكارفور بقت صحراء.. دماس المجوهرات مبقاش لاقى الأزاز والمصرية للأتصالات والبنوك ..
كل ده سببه أيه ؟؟ مفيش وعى حتى لو كانت الشرطة السبب أحنا فين الحكومة اللى على نفوسنا ؟؟ كنت غلطان لما قلت أن لازم الكلاب يموتوا الأول ؟؟
من يوم جمعة الغضب 28 يناير حتى جمعة الفرقة- هكذا أفضل من أن تكون جمعة رحيل وجمعة استقرار وجمعة كذا وجمعة كذا - ظهرت سيناريوهات كتير وصراعات وجماعات وأحزاب ومؤامرات أيه ده أيه ده ؟؟ أحنا كنا عايزين مصر أحسن مش عايزين مصر فوضى .. وبعدين الإعلام بقى فرقتين ووصلت لدرجة الإتهام بالخيانة .. وبعدين من الصعب تصديق أى مما يقال .. وصدق رسول الله حين قال "انها ستكون سنون خداعات .. يخون فيها الأمين ويؤتمن فيها الخائن .. ويكذب فيها الصادق .. ويصدق فيها الكاذب .. وينطق فيها الرويبضة .. قالوا وما الرويبضة يا رسول الله ؟ قال : الرجل التافه يتكلم فى أمر العامة" صدقت يا رسول الله .. حتى الكلاب خرجوا ينبحوا خلف المظاهرات ..
حين تصل الأوضاع لهذا الحد هنا يتحتم علي أن أنسحب إتقاءا للشبهات .. وصدق رسول الله حين قال "الْحَلَالُ بَيِّنٌ وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ وَبَيْنَهُمَا مُشَبَّهَاتٌ لَا يَعْلَمُهَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ فَمَنِ اتَّقَى الْمُشَبَّهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ كَرَاعٍ يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يُوَاقِعَهُ أَلَا وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى أَلَا إِنَّ حِمَى اللَّهِ فِي أَرْضِهِ مَحَارِمُهُ أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ" صدقت يا رسول الله
يتأكد مبدأى من جديد التغير يبدأ من القلب أولا مش من الحكومة ..
يتأكد مبدأى من جديد التغير يبدأ من القلب أولا مش من الحكومة ..
ربِ احفظ لنا هذا البلد آمنا ..
السبت، 5 فبراير 2011
أنتِ بلاد طيبة .. حقك على راسى
ربما كانت أغنية كهذه لا تعنى لى أى شىء سوى إنها أغنية لفنان أحترمه. لكن الآن تعنى لى الكثير. فهى تحوى إحساسى لهذا البلد. حب؟ ليس فقط. ربما حزن عليه؟ ربما لكن ليس فقط. ربما إحساس بالتقصير؟ إحساس بعظمته؟لن أشغل بالى بما تعنيه. لكن يكفينى ما تدفعنى إليه. وسأعتذر لهذا البلد عما بدر منى .. ولن يكون إعتذارى كلمات.. لست أنتِ يا بلادى من نعتذر لكِ بكلمات أنت أكبر من أن تكون لكِ أرواحنا.. كيف نكتفى بكلمات !!
دا انتي بلاد طيبه
وقريبه وحبيبه
دا انتي امل وحياه
وقت الخطر امى
بتحملى همى
حضنك دفا وامان
ليكى انا غنيت
يادنيتى وناسى
واذا كنت مره جنيت
حقك على راسى
لا نسيت ولا بنسى
قلبك لمس لمسه
قلبى اللى داب احلام
يا بلادى ضمنينى
حضنك بيحمينى
من الغربه والايام
ليكى انا غنيت
يادنيتى وناسى
واذا كنت مره جنيت
حقك على راسى :(
دا انتي بلاد طيبه
وقريبه وحبيبه
دا انتي امل وحياه
وقت الخطر امى
بتحملى همى
حضنك دفا وامان
ليكى انا غنيت
يادنيتى وناسى
واذا كنت مره جنيت
حقك على راسى
لا نسيت ولا بنسى
قلبك لمس لمسه
قلبى اللى داب احلام
يا بلادى ضمنينى
حضنك بيحمينى
من الغربه والايام
ليكى انا غنيت
يادنيتى وناسى
واذا كنت مره جنيت
حقك على راسى :(
ماذا بعد ؟؟ هنعمل أيه ؟؟
بسم الله الرحمن الرحيم
بعيدًا عن الشعارات والعبارات السياسية اللى قطعت عيشنا، فلم يعد هناك من لا يتكلم فى السياسة حتى العيال خرجوا يعرضوا مطالبهم وعم أحمد الخضرى عرض إستعداده لتولى رئاسة الجمهورية وحمامة بياع الحشيش بلطجى الشارع عرض إستعداده لتولى وزارة الداخلية، لاشك أن ما جرى من أحداث عصيبة سببه الرئيسى هو غياب الوعى أيا كان من هو المسئول عن الأحداث سواء البلطجية أو نواب مجلس الشعب أو وزير الداخلية أو الرئيس نفسه لمساومة الشعب بطريق غير مباشرة ما بين الأمن والحرية -مع إستبعادى للأخير- فى الفترة الراهنة لأن الرئيس عارف أنه فاضله كام يوم مش فى البلد بس فى الدنيا كلها .. وده رأيى ولا أفرضه على أحد لأن هذه فلسفتى فى الحياة إعطاء الثقة للآخرين حتى لو كانوا بيكدبوا لأنى بإعطائى الثقة لهم يجعلهم يفكرون ألف مرة قبل كسر هذه الثقة لكن بفرض أن الرئيس أخطأ فنحن أخطأنا حين سكتنا عن حقنا (أما حقى أنا فلم يسلبه منى أحد ولن يسلبه منى أحد لا مبارك ولا الجن الأزرق) ما علينا ..
المتظاهرون وجهة نظرهم إنهم هكذا يعيدون بناء مصر ومصرون على كل مطالبهم حتى لا تضيع دماء الشهداء هدر .. ولهم كل الحق لكنى لا آخذ مطالبى بالصوت ولا بالمواجهة لأن المواجهة تؤدى إلى خسارة من الطرفين، وهناك الكثير ممن هم على شاكلتى ممن لا يخسرون أو لا يحبون الخسارة.
عشنا جميعًا أيام هى الأصعب على الأطلاق، أيام إن أعدنا النظر فيها فهى بلاشك أصعب من الموت، فعلى الأقل الميت يعرف مصيره، أما نحن فكان موتنا بلا مستقبل ولا مصير، حتى الموت لم نطله هذه الأيام.
ولكن حتى لا نستمر فى موجة الكلام التى لا تنتهى.. سؤال واحد بدى لى هو الأصعب "ماذا بعد؟" فى ظل غياب الوعى بين طوائف كبيرة من الشعب ما الذى يمكن أن يحدث ؟! شعبنا عاطفى لا يعمل عقله والدليل أن صرنا طائفتين طائفة صدقت الرئيس وطائفة لا تصدق وعلى أوضاعنا هذه ربما نجد عادل أمام أو طلعت زكريا فى إنتخابات الرئاسة المقبلة من يدرى ؟!
إذن حتى لا تسوقنا الأيام إلى عثرة أخرى وحتى لا نوضع ثانية على حافة الهواية، ونعلم جميعا مخطط الصهاينة وحلم دولتهم التى تمتد من النيل إلى الفرات.. علينا جميعا أن نعيد الأمور إلى نصابها الحقيقى،بعد أن سرنا مأساة العالم، وبقينا نصعب على الصومال، على العالم أن يعرف من هم المصريين، لن تكون الأهرامات من اليوم هى مجدنا.. مجدنا الحقيقى هو ما سنصنعه بأيدينا .. لا أظن أن أحدًا من المصريين لا يحمل ما أحمله من العزيمة لا أظن أن أحدًا من المصريين لا يحمل هذه الرغبة.. لكن حتى نقتل شعار حملناه كثيرًا نحن-الشباب- " أنا عايز بس فين النفس" لن نكون بهذه السلبية.. سنمضى جميعًا ولن أكون وحدى ولن تكون وحدك.. على خطوات واضحة سأعرض بعضها وأنتظر مقترحاتكم لنكمل مسيرتنا..
أولا: بات البحث العلمى فى مصر معدوما لسنين طويلة وابتعدنا عنه كثيرا نحن-الشباب- بحجة "فى بلدك ديه مين يقدر؟" نحن من سنهدم تلك الشعارات.. أدعو الجميع إلى البحث والأبتكار ولن نعتمد على الحكومة نحن من سندعم أنفسنا.. ومنابر الأعلام كثير والصحوة الوطنية مرتفعة وأى مشروع يحتاج إلى الدعم سيكون دعمه من الشعب .. شعبنا 85 مليون .. جنيه واحد من كل واحد كفاية..هذا من ناحية الدعم وهكذا انكسرت شماعة التقدير اللى بنعلق عليها كسلنا .. واتمنى أن أجد من يتعاون معى من أجل شن حملة توعية تخلينا نخلى كل واحد مننا فى برنامجه اليومى وقت مخصص للبحث ..
ثانيا : فى وسط التحديات العالمية التى باتت تطاردنا ونحن مازلنا نعتبر القراءة هواية وليست متطلب أساسى من أجل إعادة الروح لهذا الوطن العظيم.. لن نطالب أحد بدعم ولا نريد إمدادت ودعم من الشعب الأمريكى نحن مثقفى وقارئى مصر يأتى دورنا نتبرع بعشر كتب كتاب لكل واحد نعرفه لا يقرأ كهدية.. والفائدة لن تكون زيادة وعى فقط ولكن زيادة فى الترابط الإجتماعى. واتمنى برضه أن نخليها حملة..
ثالثا : بعد الصحوة والثورة التى أنارت لنا الطريق لكنها خلفت خلفها نيران باتت تخرب ولم تنطفىء بعد علينا جميعا من يرى شيئا مخربا أن يحاول ولو بالكلمة أن يعيده لصورته الأولى علينا أن نعيد لمصر جمالها ولو بنبتة فى وسط الجناين اللى اتبهدلت بأقدامنا أثناء الصحوة ولو بإعادة الطوبة اللى اتكسرت من الرصيف إلى مكانها..وهناك حملات أظن .. لكن الافضل أن كل واحد يجمع اللى يعرفهم فى شارعه ويقوموا بالمهمة ديه .
رابعا : فى ظل الظروف الأقتصادية الحالية والمستقبلية من الصعب جدًا تحقيق مطالب كمكافحة البطالة ورفع الأجور.. فعلينا نحن المصريين المفاجيع -وأنا منكم- أن نعمل رجيم ونحاول نخلى عندنا دم كفاية شحاته.. مين أمريكا ديه عشان تأكلنا.. كانت فين أيام الفراعنة بلاش كانت فين فى العصور الوسطى والنهضة الإسلامية كانت فين أوربا كلها ؟! مش عيب علينا كفاية لغ وحشر بقى نكفى نفسنا نحاول نرجع كرامتنا..
خامسا: بعد الخراب اللى عم البلد والسياحة اللى اتضربت أظن أن كل واحد فينا المفروض أنه يرجع للبلد ديه حقها .. أولا بعيد عن الغردقة وشرم والبحر الأحمر والمناطق ديه لأنها قادرة على إستعادة مكانتها لأن محصلش فيها خراب كتير لكن الخراب الأكبر فى أماكن زى القاهرة والإسكندرية .. وعليه أظن أن احنا لازم نرجع ثقة الأجانب فينا -احنا مش الأثار - والإقتراح هو عمل حملات تحت أى مسمى ولتكن دعوات تسويق وبالنسبة لى هاستضيف إن شاء الله فى الصيف عائلة من اليونان على أرض بلدنا ديه جمعتنى بيهم الظروف ضحكنا وفرحنا وقضينا أيام وحضروا فرح كان فى أمان محدش بيمشى بسكينة فى جيبه ولا شومه فى أيده .. وفى مواقع كتير لتحقيق هدفنا ده منها موقع مخصص لاستضافة الأجانب
http://www.couchsurfing.org/
وكُتب عنه فى المصرى اليوم
http://www.almasryalyoum.com/news/%D8%A5%D9%82%D8%A7%D9%85%D8%A9-%D9%85%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%89-%D9%85%D8%B9%D8%B8%D9%85-%D8%AF%D9%88%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A8%D8%B4%D8%B1%D8%B7-%D8%A5%D9%86%D9%83-%D8%AA%D8%B3%D8%AA%D8%B6%D9%8A%D9%81-%D8%A3%D8%AC%D8%A7%D9%86%D8%A8-%D8%B9%D9%86%D8%AF%D9%83-%D9%81%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%AA
لكنى أفضل أن تكون عملية الإستضافة لإناس هم محل ثقة والفيس بوك قد يمكنا من ذلك ..
هذا ما كان منى من أجل وطن رغم كل شىء أحسست فيه بالدفء وطن رغم كل شىء حلمت فيه وطن رغم كل شىء رأيت فيه جمال لا مثيل له ..
كفاية شعارات سياسية .. اللى عايز يتظاهر ربنا معاه واللى مش هيتظاهر يعمل من أجل البلد ديه ..
والله ولى التوفيق ...
بعيدًا عن الشعارات والعبارات السياسية اللى قطعت عيشنا، فلم يعد هناك من لا يتكلم فى السياسة حتى العيال خرجوا يعرضوا مطالبهم وعم أحمد الخضرى عرض إستعداده لتولى رئاسة الجمهورية وحمامة بياع الحشيش بلطجى الشارع عرض إستعداده لتولى وزارة الداخلية، لاشك أن ما جرى من أحداث عصيبة سببه الرئيسى هو غياب الوعى أيا كان من هو المسئول عن الأحداث سواء البلطجية أو نواب مجلس الشعب أو وزير الداخلية أو الرئيس نفسه لمساومة الشعب بطريق غير مباشرة ما بين الأمن والحرية -مع إستبعادى للأخير- فى الفترة الراهنة لأن الرئيس عارف أنه فاضله كام يوم مش فى البلد بس فى الدنيا كلها .. وده رأيى ولا أفرضه على أحد لأن هذه فلسفتى فى الحياة إعطاء الثقة للآخرين حتى لو كانوا بيكدبوا لأنى بإعطائى الثقة لهم يجعلهم يفكرون ألف مرة قبل كسر هذه الثقة لكن بفرض أن الرئيس أخطأ فنحن أخطأنا حين سكتنا عن حقنا (أما حقى أنا فلم يسلبه منى أحد ولن يسلبه منى أحد لا مبارك ولا الجن الأزرق) ما علينا ..
المتظاهرون وجهة نظرهم إنهم هكذا يعيدون بناء مصر ومصرون على كل مطالبهم حتى لا تضيع دماء الشهداء هدر .. ولهم كل الحق لكنى لا آخذ مطالبى بالصوت ولا بالمواجهة لأن المواجهة تؤدى إلى خسارة من الطرفين، وهناك الكثير ممن هم على شاكلتى ممن لا يخسرون أو لا يحبون الخسارة.
عشنا جميعًا أيام هى الأصعب على الأطلاق، أيام إن أعدنا النظر فيها فهى بلاشك أصعب من الموت، فعلى الأقل الميت يعرف مصيره، أما نحن فكان موتنا بلا مستقبل ولا مصير، حتى الموت لم نطله هذه الأيام.
ولكن حتى لا نستمر فى موجة الكلام التى لا تنتهى.. سؤال واحد بدى لى هو الأصعب "ماذا بعد؟" فى ظل غياب الوعى بين طوائف كبيرة من الشعب ما الذى يمكن أن يحدث ؟! شعبنا عاطفى لا يعمل عقله والدليل أن صرنا طائفتين طائفة صدقت الرئيس وطائفة لا تصدق وعلى أوضاعنا هذه ربما نجد عادل أمام أو طلعت زكريا فى إنتخابات الرئاسة المقبلة من يدرى ؟!
إذن حتى لا تسوقنا الأيام إلى عثرة أخرى وحتى لا نوضع ثانية على حافة الهواية، ونعلم جميعا مخطط الصهاينة وحلم دولتهم التى تمتد من النيل إلى الفرات.. علينا جميعا أن نعيد الأمور إلى نصابها الحقيقى،بعد أن سرنا مأساة العالم، وبقينا نصعب على الصومال، على العالم أن يعرف من هم المصريين، لن تكون الأهرامات من اليوم هى مجدنا.. مجدنا الحقيقى هو ما سنصنعه بأيدينا .. لا أظن أن أحدًا من المصريين لا يحمل ما أحمله من العزيمة لا أظن أن أحدًا من المصريين لا يحمل هذه الرغبة.. لكن حتى نقتل شعار حملناه كثيرًا نحن-الشباب- " أنا عايز بس فين النفس" لن نكون بهذه السلبية.. سنمضى جميعًا ولن أكون وحدى ولن تكون وحدك.. على خطوات واضحة سأعرض بعضها وأنتظر مقترحاتكم لنكمل مسيرتنا..
أولا: بات البحث العلمى فى مصر معدوما لسنين طويلة وابتعدنا عنه كثيرا نحن-الشباب- بحجة "فى بلدك ديه مين يقدر؟" نحن من سنهدم تلك الشعارات.. أدعو الجميع إلى البحث والأبتكار ولن نعتمد على الحكومة نحن من سندعم أنفسنا.. ومنابر الأعلام كثير والصحوة الوطنية مرتفعة وأى مشروع يحتاج إلى الدعم سيكون دعمه من الشعب .. شعبنا 85 مليون .. جنيه واحد من كل واحد كفاية..هذا من ناحية الدعم وهكذا انكسرت شماعة التقدير اللى بنعلق عليها كسلنا .. واتمنى أن أجد من يتعاون معى من أجل شن حملة توعية تخلينا نخلى كل واحد مننا فى برنامجه اليومى وقت مخصص للبحث ..
ثانيا : فى وسط التحديات العالمية التى باتت تطاردنا ونحن مازلنا نعتبر القراءة هواية وليست متطلب أساسى من أجل إعادة الروح لهذا الوطن العظيم.. لن نطالب أحد بدعم ولا نريد إمدادت ودعم من الشعب الأمريكى نحن مثقفى وقارئى مصر يأتى دورنا نتبرع بعشر كتب كتاب لكل واحد نعرفه لا يقرأ كهدية.. والفائدة لن تكون زيادة وعى فقط ولكن زيادة فى الترابط الإجتماعى. واتمنى برضه أن نخليها حملة..
ثالثا : بعد الصحوة والثورة التى أنارت لنا الطريق لكنها خلفت خلفها نيران باتت تخرب ولم تنطفىء بعد علينا جميعا من يرى شيئا مخربا أن يحاول ولو بالكلمة أن يعيده لصورته الأولى علينا أن نعيد لمصر جمالها ولو بنبتة فى وسط الجناين اللى اتبهدلت بأقدامنا أثناء الصحوة ولو بإعادة الطوبة اللى اتكسرت من الرصيف إلى مكانها..وهناك حملات أظن .. لكن الافضل أن كل واحد يجمع اللى يعرفهم فى شارعه ويقوموا بالمهمة ديه .
رابعا : فى ظل الظروف الأقتصادية الحالية والمستقبلية من الصعب جدًا تحقيق مطالب كمكافحة البطالة ورفع الأجور.. فعلينا نحن المصريين المفاجيع -وأنا منكم- أن نعمل رجيم ونحاول نخلى عندنا دم كفاية شحاته.. مين أمريكا ديه عشان تأكلنا.. كانت فين أيام الفراعنة بلاش كانت فين فى العصور الوسطى والنهضة الإسلامية كانت فين أوربا كلها ؟! مش عيب علينا كفاية لغ وحشر بقى نكفى نفسنا نحاول نرجع كرامتنا..
خامسا: بعد الخراب اللى عم البلد والسياحة اللى اتضربت أظن أن كل واحد فينا المفروض أنه يرجع للبلد ديه حقها .. أولا بعيد عن الغردقة وشرم والبحر الأحمر والمناطق ديه لأنها قادرة على إستعادة مكانتها لأن محصلش فيها خراب كتير لكن الخراب الأكبر فى أماكن زى القاهرة والإسكندرية .. وعليه أظن أن احنا لازم نرجع ثقة الأجانب فينا -احنا مش الأثار - والإقتراح هو عمل حملات تحت أى مسمى ولتكن دعوات تسويق وبالنسبة لى هاستضيف إن شاء الله فى الصيف عائلة من اليونان على أرض بلدنا ديه جمعتنى بيهم الظروف ضحكنا وفرحنا وقضينا أيام وحضروا فرح كان فى أمان محدش بيمشى بسكينة فى جيبه ولا شومه فى أيده .. وفى مواقع كتير لتحقيق هدفنا ده منها موقع مخصص لاستضافة الأجانب
http://www.couchsurfing.org/
وكُتب عنه فى المصرى اليوم
http://www.almasryalyoum.com/news/%D8%A5%D9%82%D8%A7%D9%85%D8%A9-%D9%85%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%89-%D9%85%D8%B9%D8%B8%D9%85-%D8%AF%D9%88%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A8%D8%B4%D8%B1%D8%B7-%D8%A5%D9%86%D9%83-%D8%AA%D8%B3%D8%AA%D8%B6%D9%8A%D9%81-%D8%A3%D8%AC%D8%A7%D9%86%D8%A8-%D8%B9%D9%86%D8%AF%D9%83-%D9%81%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%AA
لكنى أفضل أن تكون عملية الإستضافة لإناس هم محل ثقة والفيس بوك قد يمكنا من ذلك ..
هذا ما كان منى من أجل وطن رغم كل شىء أحسست فيه بالدفء وطن رغم كل شىء حلمت فيه وطن رغم كل شىء رأيت فيه جمال لا مثيل له ..
كفاية شعارات سياسية .. اللى عايز يتظاهر ربنا معاه واللى مش هيتظاهر يعمل من أجل البلد ديه ..
والله ولى التوفيق ...
الأربعاء، 26 يناير 2011
هغنى
(مقدمة ثورة)
عايزنى شاعر أكون !
عايزين كلام موزون !
هاتولى بحر يشيل عذابى
هاتولى قافية مُرصّعة بالنار
يا ناس يا عاقلة !
متصدقوش!
متصدقوش الشعر والشعرا
دول كدابين
ورا الستاير متخفّين
يبان حزين مهموم
على ايه يا عم حزين ؟
ع الشهرة والتصقيف ؟
ع المعجبين والمعجبات ؟
ولا ع البرامج والأمسيات ؟
تكنش فاكرنا مسطولين ؟
ولا أحنا عشان غلابة وتعبانين ؟
مغنواتى على الربا الضايعة منى
مهيش معايا لكنى برضه هغنى
اللحن أهه
سامعينوا ؟!
مش مهم
هو أنتم أمتى كنتوا بتسمعوا ؟
سامعوا أنا
بيصرخ ينوح
ويبوح بسره
يالحن
معاك كلمتى أهِه
شايفنها ؟!
مش مهم
هو أنتم أمتى كنتوا بتشوفوا ؟
مدبوحة كلمتى
والدم أبيض فوق تراب أسود سواد قلبى اللى من أقدامكو داب
مليان عذاب لكن هغنى
هغنى وهاقول آآآآه
هغنى غنوتى والحدوته هتعيش
فى المولد هغنى
فى الشارع هغنى
فى الحمام هغنى
هغنى قبل النوم
هغنى قبل الموت
مهما يحصل هغنى
(الآآآآه)
نزلت من بطن أمى بقول آه
ونازل بطن القبر أقول آه
ايه حكاية الآآه معايا ؟!
بقولها لكنى مش زعلان
مع أنى تعبان .
بقول آه فى قلب الحلم اللى خدنى وطار
بقول آه فى وسط معركة التراب والنار
أيه حكايتك يا آه معايا ؟
فى حضن حبيبتى
والسما اتعرت
وبقيت بلون الورد
الأرض متكسفة
وأنت من قلبى طالعة فى وسط الألتحام
وفى وسط الأندماج
حارقة لكن التلج بيجرى فى عروقك
ليه بتنقصينى ؟ ليه بتفكرينى ؟
أنى أنا إنسان ..
(حلم)
حلمت حلم كبير
لكنه مكنش كبير
كان زىّ صغير
لكنى برضه
مكنتش صغير
أنا كبير
أنا اللى كبّرت الحلم
حتى اسألوه
لما تلقوه
هيقولكم
أنى أنا اللى كبّرته
أنا اللى شربته نزيف أفكارى
أنا اللى سهرت أرسم ملامحه
أنا اللى شلته فى صغره
ولما كبر خدنى وطار
والكل غار
الكل ثار
أزاى يطير فى الهوا ؟!
هو فاكر نفسه ايه ولا ابن مين ؟!
هطّير ؟
طير
لكن ورينا هتجيب منين الهوا
سرقوا الهوا
لكن حلمى أكبر وأعلى من الهوا
طار فى الفضا
مسك النجوم
سحرته
سلبته إرادته
وفى سنين بعيدة حدفته
كانت الشمس لسه صبية
بيضة ونقية
فى عنيها نار الغيرة
غارت من النجمة البعيدة
خطفته من حضنها
حلمى صار فى الشمس
بيصارع الليل كل يوم
حاسينه ؟
مش مهم
هو أنتم أمتى كنتوا بتحسوا ؟!
أنا حاسه مهو حلمى
طلعت معاه لحد النجوم
سابنى وراح للشمس
لا أنا سابته
لا أنا مسبتوش
الشمس سرقته
والأرض خطفتنى
والكل غار
والكل ثار
أزاى يروح عند النجوم
هو فاكر نفسه ايه ولا ابن مين ؟
(النهاية)
قرب قرب قرب
لا تخاف ولا تستغرب
متكدبش عنيك
قلوب للبيع
قلوب بتدق
قلب صافية
قلوب بتحب
قلوب معدش ليها لازمة
افتح يا سيدى
قلب العبد لله
قلب صغير استعمال سنتين
بكيسه لكن من غير ضمان
حد شارى ؟!
مفيش ؟!
القلب وفوقه صاحبه ؟!
حد شارى؟!
القلب وفوقه صاحبه وحياته ؟!
حد شارى ؟!
- ده قلب مكسور ..
- يتصلح ، اسمعى كده يا هانم بيدق ..
- يفتح الله يا سيدى
- استنى بس يا هانم .. دا قلب أبيض مفيش منه .
- الله يسهلك .
- أنا مش بشحت يا هانم .. دا قلب بيحب نادر فى الزمن ده ..
- ابعد عن طريقى ..
- ذنب قلبى ايه ترميه فى التراب يا هانم ؟!
- قلبك معدش ينفع ، ملهوش غير التراب .
قرب قرب قرب
لا تخاف ولا تستغرب
متكدبش عنيك
احنا بتوع القلوب المتكسرة
دلوقتى بنكسر قلوب
احنا اللى بعنا قلوبنا
دلوقتى بنبيع فى القلوب
داير دايرتك يازمن
ما بين غالب وبين مغلوب
أنا كنت زمان عبيط
شايف الصورة بالمقلوب
دلوقتى
باغضب
واضرب
واكسر
وأقتل لو حكمت
مع أنى كنت زمان
أنا المغلوب وأنا المضروب
ع الرف كنت أنا المحطوط
ويرتها جت على كده
دول حطونى بالشئلوب
والرف كان مكسور
فى بيت كان مهجور
وكفاية كلام على كده
خلى الطابق مستور
لكن الصورة هعدلها
لو طلبت أحرق البيت هحرقه
مهو العيشة بالمقلوب
موت ..
وأنا مش هموت
أنا هغنى
فى وسط النار هغنى
تحت التراب هغنى
اقتلنى
هغنى
مصرى
26\1\2011
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)