عجوز
بالأمس القريب كنت أستقبل عامى السابع عشر، اليوم أستقبل عامى الألف، بعد أن توغل الشيب فى غابات كانت بالأمس سوداء، واحتلت عقلى أفكارٌ شائخة، قتلت أحلامًا صبيانية، قذفت حقولا كانت بالأمس خضراء سفكت دماءَ قمرٍ كنتُ أنام على صدره فى ليال ظلماء. هل من عودة لعامى السابع عشر؟ هل سترحل تلك الأفكار المحتلة؟ هل ستخضر السماء؟ هل سيولد القمر من جديد؟ هل سأنتظر ألفَ عامًا آخرين حتى أرى؟
قال لي: كن شمعة تحترق لتنير للآخرين
كسّر كل الأقلام
قطّع كل الورق
لو فاكر هتهرب م الكلام
طب وقلبك اللى بيتحرق ؟
وعقلك المطعون بحرف كلمة
...مفعوصة
محبوسة
منحوسة؟
اطلق كلامك حتى لو هيموت ويموّتك
لو كل أُم خافت من لحظة ولادة
ولا خافت على وليدها من قسوة الدنيا
قالى اقف فى وسط ميدان
أو أدام سفارة لو طمعان
ومتكلمش ولا تصرخ ولا تنادى
وأدى جركن جاز
وعارف طبعا هتعمل ايه !
...بس أوعى يضحكوا عليك
ويحرموك م الموت زى ما قبله حرموك من الحياة
وساعتها هيتولد البطل
اللى قبله كانوا قتلينه فيك
وهيقولوا ويعيدوا ده كان وكان وكان
ويمكن حتى على اسمك يسموا ميدان
أو يعلقوا صورتك على باب سفارة
أصل الحكاية واضحة ومش محتاجة شطارة
فى بلدنا ديه أما تكون
قذر ويصقفولك