"إن التعود يلتهم الأشياء، يتكرر ما نراه فنستجيب له بشكل تلقائى كأننا لا نراه" . لم تُرِدْ رضوى عاشور أن يلتهم التعود سيرتها الذاتية، فتجنبت الطرق التقليدية فى عرض السيرة الذاتية،ومزجت سيرتها بطيف هو شخصية شجر الخيالية.. فصار كل منهما طيف للآخر. وفى حركتها المكوكية المتنقلة فى السرد بين الحاضر والماضى وإن استطاعت أن تملك على شعورى فى بعد الفقرات إلا إنها حرمتنى من الإندماج التام مع النص، كان أسلوب جديد -على الأقل بالنسبة لى- لكن ليس كل جديد جيدًا.
ومع قراءتى الأولى لعمل لرضوى عاشور وهى قراءتى الأولى أيضا فى الأدب النسوى بدى الأمر مختلفا تمام، فحين أقرأ رواية كالنبطى لزيدان وهى بأكملها تُروى على لسان بطلتها لا أشعر فيها على الإطلاق بأنها كلمات من أنثى إنما ربما عن أنثى أما فى قراءتى لأطياف فلامست امرأة حقيقية فى رقة النص رغم أنه تناولت أحداث مأساوية، فى مشاعر أمومة، فى عبارة يا "زفت " " نعم يا ماما" ،فى أريج من حياتها أحسست به أثناء القراءة، فى العطر الفنى المخيم على أسرتها التى رغم كل الأحداث العصيبة التى مرت بها لم تبخل علينا بالفن.هذا بالنسبة للقيم التعبيرية والشعورية.
أما القيم الموضوعية فهى كطريقة السرد مكوكية متنقلة بين نقاط من الضعف والقوة.
نقاط قوة :
1 - براعتها فى رصد صور من الواقع الإجتماعى كظاهرة الغش والسلبية فى هيئة التدريس .
2 - إحساسها بجيلنا وأن القهر ومسعى التحرر أكثر الأوتار رهافة فى وجدان هذا الجيل .
3 - ذكرها لبعض الفظائع التى ارتُكبت فى حق العرب مثل ما حدث فى قرية العزيزية والبدرشين ونزلة الشوبك فى 25 مارس 1919 من قِبل الإحتلال الإنجليزى ومذبحة صبرا وشاتيلا ودير ياسين من قِبل الإحتلال الإسرائيلى وبالنسبة لى قراءة موضوع كهذا فى الفترة الراهنة أقلقنى وأيقظنى فى نفس الوقت.
4- تجنبها للمشاهد الجنسية مما جعلنى أحترمها جدًا فى وقت صارت فيه تلك المشاهد سمة أساسية وكأنها قاعدة حتى إن لم يكن لها ضرورة وهى عادةً كذلك .
نقاط ضعف :
1 - النقطة الأكثر استفزازا لى والتى جعلتنى أضع كاتب كيوسف زيدان فى كتّاب القائمة السوداء والتى كررتها رضوى عاشور وهى الاقتباس أولا وثانيًا تحويل العمل الأدبى اللى المفترض أنه تعبير عن تجربة شعورية فى صورة موحية إلى حصة لغة عربية لشرح معانى الكلمات، ودراسة لسان العرب، المفترض أنى حين أقرأ عمل أدبى أعيش حياة أخرى أعيش إحساس الكاتب، وأنا لست ضد الإقتباس كمبدأ لكن ضده كطريقة، إذا أردت أن تقتبس فلتندمج أولا بالنص ثم بعد ذلك تُخرج لى المضمون بإحساسك، إنما أنا لو عايز أتعلم لغة عربية كان زمانى قرأت لسان العرب.
2- لا أدرى أهو استخفاف بعقلية القارىء أم عدم إدراك من الكاتبة لكن الكثيرين مع الأسف يرتكبون هذا الخطأ ويتكلمون على لسان الأطفال وقد تصل بهم السخافة لمناقشة قضايا فلسفية، هنا فعلتها رضوى فى شخصية كريم الطفل أربع سنوات وهى مرحلة ما قبل العمليات العقلية The mental Preoperational .. وعلى لسان كريم قال أنه مبيحبش الكلام و علل للسبب بأسلوب منطقى يتنافى مع المرحلة العمرية التى يرتكز فيها ما بين طور ما قبل المفاهيم والطور الحدسى وكان هناك تعليلات عديدة وعمليات منطقية لطفل فى الرابعة تبدو مستحيلة وما كان من رضوى عاشور أنها جعلت شكل الكلمات طفولى إنما يستحيل أن تضعف التفكير ليصل إلى التفكير الطفولى فكان منها أن صارت الكلمات رغم صورتها الهشة قوية من الداخل. وبالرغم أن كريم قال أنه ما بيحبش الكلام الكتير إلا أن يبدو أن الدكتورة رضوى عاشور نسيت فكان لكريم أربعة من أكبر المقولات فى الكتاب.
3- هذه النقطة قد تعتبر تأكيدا لسابقتها و هى الهدية بالنسبة لكريم :
كريم قال أن الهدية ممكن تكون وردة أو لعبة أو قلم أو بوسة.
أولا : ماذا تعنى الوردة لطفل فى الرابعة من عمره ؟؟ لا أدرى لنعتبر أن كريم واد حبّيب من صغره .
ثانيا : ماذا يعنى القلم لطفل فى الرابعة من عمره ؟؟ لو كانت ألوان كانت ممكن تبقى مقبولة .
ثالثًا: البوسة لا أعتقد أن هناك أكثر من البوس يكره الطفل فى هذه المرحلة العمرية اللى بيتهرى فيها بوس بسبب خدوده الملظلظة ..
ده يوضح أن العبارة اللى قالتها رضوى عاشور على لسان كريم هى عبارتها، إنعكاس لشخصيتها ألزمتها للطفل الغلبان .. وده يوضح استحالة التعبير عن الإطفال لأن الإنسان لا يستطيع أن يتجرد من خبراته الحياتية ويفكر بعقلية الطفل .. والحل من رأيى: إذا كنت مضطر أنى أضيف شخصية طفل إما أعبر عن شعورى تجاهه وأتجنب الحديث عن دخيلة نفسه وإما أكتفى بسرد أفعالهم فقط بشرط أنها تتناسب مع المرحلة العمرية التى يمرون بها.
والرواية ككل لم تضعنى أمام قضية كونية كبيرة إنما تناولت قضايا جانبية ولهذا كان لها ثلاث نجوم.
ومع قراءتى الأولى لعمل لرضوى عاشور وهى قراءتى الأولى أيضا فى الأدب النسوى بدى الأمر مختلفا تمام، فحين أقرأ رواية كالنبطى لزيدان وهى بأكملها تُروى على لسان بطلتها لا أشعر فيها على الإطلاق بأنها كلمات من أنثى إنما ربما عن أنثى أما فى قراءتى لأطياف فلامست امرأة حقيقية فى رقة النص رغم أنه تناولت أحداث مأساوية، فى مشاعر أمومة، فى عبارة يا "زفت " " نعم يا ماما" ،فى أريج من حياتها أحسست به أثناء القراءة، فى العطر الفنى المخيم على أسرتها التى رغم كل الأحداث العصيبة التى مرت بها لم تبخل علينا بالفن.هذا بالنسبة للقيم التعبيرية والشعورية.
أما القيم الموضوعية فهى كطريقة السرد مكوكية متنقلة بين نقاط من الضعف والقوة.
نقاط قوة :
1 - براعتها فى رصد صور من الواقع الإجتماعى كظاهرة الغش والسلبية فى هيئة التدريس .
2 - إحساسها بجيلنا وأن القهر ومسعى التحرر أكثر الأوتار رهافة فى وجدان هذا الجيل .
3 - ذكرها لبعض الفظائع التى ارتُكبت فى حق العرب مثل ما حدث فى قرية العزيزية والبدرشين ونزلة الشوبك فى 25 مارس 1919 من قِبل الإحتلال الإنجليزى ومذبحة صبرا وشاتيلا ودير ياسين من قِبل الإحتلال الإسرائيلى وبالنسبة لى قراءة موضوع كهذا فى الفترة الراهنة أقلقنى وأيقظنى فى نفس الوقت.
4- تجنبها للمشاهد الجنسية مما جعلنى أحترمها جدًا فى وقت صارت فيه تلك المشاهد سمة أساسية وكأنها قاعدة حتى إن لم يكن لها ضرورة وهى عادةً كذلك .
نقاط ضعف :
1 - النقطة الأكثر استفزازا لى والتى جعلتنى أضع كاتب كيوسف زيدان فى كتّاب القائمة السوداء والتى كررتها رضوى عاشور وهى الاقتباس أولا وثانيًا تحويل العمل الأدبى اللى المفترض أنه تعبير عن تجربة شعورية فى صورة موحية إلى حصة لغة عربية لشرح معانى الكلمات، ودراسة لسان العرب، المفترض أنى حين أقرأ عمل أدبى أعيش حياة أخرى أعيش إحساس الكاتب، وأنا لست ضد الإقتباس كمبدأ لكن ضده كطريقة، إذا أردت أن تقتبس فلتندمج أولا بالنص ثم بعد ذلك تُخرج لى المضمون بإحساسك، إنما أنا لو عايز أتعلم لغة عربية كان زمانى قرأت لسان العرب.
2- لا أدرى أهو استخفاف بعقلية القارىء أم عدم إدراك من الكاتبة لكن الكثيرين مع الأسف يرتكبون هذا الخطأ ويتكلمون على لسان الأطفال وقد تصل بهم السخافة لمناقشة قضايا فلسفية، هنا فعلتها رضوى فى شخصية كريم الطفل أربع سنوات وهى مرحلة ما قبل العمليات العقلية The mental Preoperational .. وعلى لسان كريم قال أنه مبيحبش الكلام و علل للسبب بأسلوب منطقى يتنافى مع المرحلة العمرية التى يرتكز فيها ما بين طور ما قبل المفاهيم والطور الحدسى وكان هناك تعليلات عديدة وعمليات منطقية لطفل فى الرابعة تبدو مستحيلة وما كان من رضوى عاشور أنها جعلت شكل الكلمات طفولى إنما يستحيل أن تضعف التفكير ليصل إلى التفكير الطفولى فكان منها أن صارت الكلمات رغم صورتها الهشة قوية من الداخل. وبالرغم أن كريم قال أنه ما بيحبش الكلام الكتير إلا أن يبدو أن الدكتورة رضوى عاشور نسيت فكان لكريم أربعة من أكبر المقولات فى الكتاب.
3- هذه النقطة قد تعتبر تأكيدا لسابقتها و هى الهدية بالنسبة لكريم :
كريم قال أن الهدية ممكن تكون وردة أو لعبة أو قلم أو بوسة.
أولا : ماذا تعنى الوردة لطفل فى الرابعة من عمره ؟؟ لا أدرى لنعتبر أن كريم واد حبّيب من صغره .
ثانيا : ماذا يعنى القلم لطفل فى الرابعة من عمره ؟؟ لو كانت ألوان كانت ممكن تبقى مقبولة .
ثالثًا: البوسة لا أعتقد أن هناك أكثر من البوس يكره الطفل فى هذه المرحلة العمرية اللى بيتهرى فيها بوس بسبب خدوده الملظلظة ..
ده يوضح أن العبارة اللى قالتها رضوى عاشور على لسان كريم هى عبارتها، إنعكاس لشخصيتها ألزمتها للطفل الغلبان .. وده يوضح استحالة التعبير عن الإطفال لأن الإنسان لا يستطيع أن يتجرد من خبراته الحياتية ويفكر بعقلية الطفل .. والحل من رأيى: إذا كنت مضطر أنى أضيف شخصية طفل إما أعبر عن شعورى تجاهه وأتجنب الحديث عن دخيلة نفسه وإما أكتفى بسرد أفعالهم فقط بشرط أنها تتناسب مع المرحلة العمرية التى يمرون بها.
والرواية ككل لم تضعنى أمام قضية كونية كبيرة إنما تناولت قضايا جانبية ولهذا كان لها ثلاث نجوم.
محمود يوسف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق