بداية قبل 25 يناير اختلفت وجهة نظرى من حيث منهج التغير وقلت :
"يا عم الله يخليك بلا تظاهر بلا كلام فارغ، كنت أعرف واحد عنده كلب تقريبا كان بيعامله معاملة مش ولابد زى مبيحصل معانا كده، فكر الكلب يعترض، نبح، عض صاحبنا، تفتكر صاحبنا عمل أيه؟ رماه فى الشارع؟! لا رماه بالنار هو ده اللى هيحصل بكره هنترمى بالنار ومع أول عربية أمن مركزى كله هيجرى ولو مجراش هيضرب وهنفضل متبهدلين.عمرك شوفت كلاب بنوا بيت وعملوا أسرة واستقروا؟ "
تصريحى هذا جلب على الكثير من المتاعب والإتهامات منها أنى أنا الكلب وألا أتحدث باسم أحد وأن انا اللى محتاج يتغير.. رد فعل الناس كان حاد ولا يقبل الرأى الآخر وده كان بيأكد وجهة نظرى أن من يطالب بالديمقراطية هو نفسه لا يؤمن بها ولا يتقبل الرأى الآخر .
والأمر الثانى استخدامنا لنفس الشعار اللى خرجت به الثورة التونسية دون علم بالإختلاف الكبير ما بين تونس ومصر وما بين طبيعة الشخصية المصرية والتونسية فى المصريين حب كبير للسلطة ولم يتعلموا قبول الآخر لدرجة وصلت أنى أرى سيارة معلق عليها لافتة " رئيس اللجان الشعبية "
والأهم هو حالة الفوضى التى خرجت بها الثورة والذى أكد لى أن الخسائر ستكون كبيرة.
200 شخص يكفوا أنهم يمحوا أى نظام حكم، لكن أولا يكون فى تأييد لهم من الشعب ويكون فيه دعم لتأهيلهم، وإن أراد الشعب قلب نظام الحكم القادم إن شاء الله فليخبرونى قبلها بعام.
من 25 يناير حتى جمعة الغضب 28 يناير كانت وجهة نظرى تتأكد وأن ما يحدث من أعمال عنف من جانب الشرطة مش سببه ظلم الحاكم بس سببه الأكبر أن شرطى الأمن المركزى مُغيب الوعى مثله مثل الكثير لأن لو كان عنده وعى كان مش هيقبل أنه يقتل أخوه .
جمعة الغضب 28 يناير بعد أن حدثت الإنتهاكات المثيرة للاستفزاز لم أقبل ماحدث وتوقعت أن تكون الحشود بهذه الكثرة، وإيمانا منى بحق الشعب فى تحديد مصيره، والديمقراطية الحقة خرجت للتعبير عن رأيى وهتفت بالحرية والديمقراطية والعدالة الإجتماعية ولقمة العيش والوظيفة .. وما زادنى إصرارا على الإستمرار حتى تتحق مطالبنا ما كان من الشرطة من ضرب وقنابل، وبعدنا عن هجمات الأمن المركزى وخرجت على راس كتيبة-هكذا أحب أن أسميها- وسلكنا طريقا جعل كتيتبنا تصل إلى قرابة المئة ألف مناضل دخلنا المساكن و مررنا بالسوق وعبرنا على أقسام شرطة وهتفنا " سلمية ... سلمية " لأن كتيبتنا كانت اغلبيتها رغم إنها مرت على مناطق شعبية كثيرة كان أغلبية من فيها شباب واعى وخرجنا على مظاهرة أخرى ومع هجومنا أصبحت سيارات الأمن المركزى بين شقى الرحى مما جعلهم يفرون كالفئران .. لكن حين تخرج كتائب من مناطق قفيانها وارمة من ظابط شرطة ولا مخبر أنت لن تستطيع إيقافها وهذا ماحدث عند خروج شباب منطقة اللبان والسيوف وشارع الرحمة وكرموز كل الأقسام ( بقت على البلاطة ) بلاطة أيه ولا حتى البلاطة .. تجار الرخام جمعوا صبيتهم وأخذوا الرخام ..
ما بعد الساعة الخامسة من يوم الجمعة قلة أدب ولا شك أن ما قبلها أيضا قلة أدب لكن ما بعدها قلة أدب ومسخرة وكل حاجة ..
الحكومة لم ترد ولم يحدث أى تغيير والشعب يشتعل ولا يوجد شىء لتفريغ هذه الشحنة العظيمة من الغضب.. الشرطة تلاشت كل ما يمثل الحكومة تم فتكه .. الناس ديه مكبوتة يعملوا أيه ؟؟ خرجوا على أمن الدولة يحرروا ذويهم مفيش حد ومفيش حاجة يطلعوا فيها الغضب.. مفيش غير رموز الثروة خرجوا الغلابة فى الأماكن اللى كانت فسحتهم وهناك كانت بتتبنى أحلامهم اللى نفسه فى عربية واللى نفسه يشترى حاجة من التوكيلات العالمية اللى هناك.. منطقة الداون تاون وكارفور بقت صحراء.. دماس المجوهرات مبقاش لاقى الأزاز والمصرية للأتصالات والبنوك ..
كل ده سببه أيه ؟؟ مفيش وعى حتى لو كانت الشرطة السبب أحنا فين الحكومة اللى على نفوسنا ؟؟ كنت غلطان لما قلت أن لازم الكلاب يموتوا الأول ؟؟
من يوم جمعة الغضب 28 يناير حتى جمعة الفرقة- هكذا أفضل من أن تكون جمعة رحيل وجمعة استقرار وجمعة كذا وجمعة كذا - ظهرت سيناريوهات كتير وصراعات وجماعات وأحزاب ومؤامرات أيه ده أيه ده ؟؟ أحنا كنا عايزين مصر أحسن مش عايزين مصر فوضى .. وبعدين الإعلام بقى فرقتين ووصلت لدرجة الإتهام بالخيانة .. وبعدين من الصعب تصديق أى مما يقال .. وصدق رسول الله حين قال "انها ستكون سنون خداعات .. يخون فيها الأمين ويؤتمن فيها الخائن .. ويكذب فيها الصادق .. ويصدق فيها الكاذب .. وينطق فيها الرويبضة .. قالوا وما الرويبضة يا رسول الله ؟ قال : الرجل التافه يتكلم فى أمر العامة" صدقت يا رسول الله .. حتى الكلاب خرجوا ينبحوا خلف المظاهرات ..
حين تصل الأوضاع لهذا الحد هنا يتحتم علي أن أنسحب إتقاءا للشبهات .. وصدق رسول الله حين قال "الْحَلَالُ بَيِّنٌ وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ وَبَيْنَهُمَا مُشَبَّهَاتٌ لَا يَعْلَمُهَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ فَمَنِ اتَّقَى الْمُشَبَّهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ كَرَاعٍ يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يُوَاقِعَهُ أَلَا وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى أَلَا إِنَّ حِمَى اللَّهِ فِي أَرْضِهِ مَحَارِمُهُ أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ" صدقت يا رسول الله
يتأكد مبدأى من جديد التغير يبدأ من القلب أولا مش من الحكومة ..
ربِ احفظ لنا هذا البلد آمنا ..
كان علي أن أكتب تعليقا عنا منذ أيام, لكنني لم استطع, قرأت مقالتك مرتين ولم استطع الكتابة, الأيام الفائتة كان القلم كما القلب مليء بالغضب مغلف بالرهبة.
ردحذفالآن فقط ليس هناك ما يقال سوى أن الانشطرا النووي قد حدث و"انتصرنا" فمبارك لنا وعلينا وبنا النصر إن شاء الله.
إسراء بكر
*هنا
ردحذف*الانشطار
أعتذر عن الأخطاء الإملائية
تحياتي
مبارك لنا وعلينا وبنا، بالرغم أن الكثيرين قاطعوا هذه الكلمة إلا أننى أجد بتجنبنا لها تكريما له وخسارة لنا.. فمبارك لنا وعلينا وبنا :) ولا أظن أن المقال أصبح له قيمة والرد جاء من شعبنا، فى عيونهم الرد كان قاسى.. كنت بحلم أشوف حلمى فى عيون كل الناس، أشوف حب البلد بيجرى فى دمهم كلهم. واللى كنت عايز أزرعه فى قلب كل واحد لقيته بيتزرع فى قلوب الشعب كله، زرع أخضر أكتر من كل اللى كنت بحلم بيه :)
ردحذفيارب بس الأخضر اللى فى قلوبهم ميمتش ويرجع كل واحد يحلم لوحده.