الأحد، 20 فبراير 2011

كوم زبالة

إن عدم إعجابى بشىء ما لا يعنى إطلاقًا رداءة ذلك الشىء، فقد يبدو جميلا لكنه لا يعجبنى. والسبب هو عجز ذلك الشىء عن كونه دنياويًا، يحمل بين طياته الجمالية قطرات من القبح، ويحوى بين الضحكات إنكسارات من الحزن وتُعزف فيه سيمفونية اللذة والألم. 
وقد يعجب الكثيرون من إعجابى بأشياء يصفونها جهلا بالقذرة إلا أن تلك القذارة هى ثمنٌ لا بد من دفعه، حين تكون القيمة الجمالية للشىء أقيم من أن يكون هكذا مجرد جميل فعلى سبيل المثال يرى الناس فى أكوام الزبالة قمة القذارة، وأنا أرى أن ما القذارة إلا الثمن المقدم، يُدفع بديل عن الأموال، فما أن تدفعه، حتى يتراءى لك العالم الجمالى الذى غفلته لعدم قدرتك على تحمل الثمن، فإذا بصورة من الألوان العبثية المتداخلة المتناقضة الفوضوية، أى فنان يملك القدرة والحرفية على خلق تلك الفوضوى؟ وأى مصمم رقصات أو معارك قادر على إخراج حركات حشود الذباب بذلك النظام الفوضوى من كر وفر متفادية السقوط ضحية فى معركة بين كلب وقط أو قط وقط أو قط وفأر؟  وأين علماء الأجتماع والفلاسفة ليروا نموذج لطبقات المجتمع فهاهم السادة من الكلاب والقطط والفئران يتصارعون من أجل تقسيم التركة التى لم يكن لهم حق فيها من الأساس فإنما هى هبة من البشر، ورغم ذلك فهم يتصارعون، وتسقط ضحايا ليس لها ذنب من الحشرات المسكينة والبكتريا البريئة، وأين الأديب لينسج ملحمته، مجموعة من البكتريا بقيادة حشرة، تسببوا فى مصرع كلب، يجمع الأديب خيوط ملحمته يصعد بالحشرة إلى عنان السماء الحشرة تغنى يا أرض اتهدى ما عليك أدى، لكل متجبر نهاية لو كانت اكتفت بانتصارها على الكلب ورحلت لتعيش حياتها الطبيعية حشرة كما الحشرات لما لاقت ذلك المصير، فقد اشتدت رائحة الكلب الميت، فقرر أهل الحى حرق كوم الزبالة.. وانتهت الحشرة ..
وغيرها من الحكايات والصور متخبية فى كوم زبالة.
ومابين حكاية وحكاية ومابين صورة وصورة تتلم الدنيا فى كوم زبالة.





محمود يوسف 
20\2\2011
مستوحاة من تراكم أكوام الزبالة فى الفترة الماضية .. محاولة لتغير المفهوم الجمالى .. فالجمال فى العين التى ترى لا المنظر المرئى ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق