الاثنين، 14 فبراير 2011

سخافة يدعونها حبًا


عجيب أمر هؤلاء الناس يحتفلون بيوم للحب، لن أتطرق لتاريخ هذا اليوم، فالأساطير متعددة وسخيفة ولا تعنى لنا شىء على الإطلاق، والرد العام عادة عليها يكون نحن لا نحتفل من أجل هذا إنما احتفالنا من أجل الحب.. وهنا تتبلور المأساة أن يصبح للحب يوما .. فاليوم أحبك أكثر وغدا ربما سأحبك أقل، اليوم سأعبر لك عن حبى وغدا لن يصبح ذلك مهمًا فقد أحتفلنا بالأمس .. يالها من طعنة يوجهها المحبون أو فلنقل مدعى الحب إلى الحب .. ذلك الإحساس الذى يحول الأيام كلها أعياد وتصبح الأصوات والكلمات حتى سخيفها ورديئها أغنيات و وتحال به الدنيا كلها إلى جنة، وقد يعتبر البعض أن ما يلاقوه من صعاب وعثرات فى الحب هو النار، وأقول لهم هل كان خلق الجنة يعنى شيئا إذا لم تُخلق النار؟ فاللذة والألم ظاهرهما متناقضان لكنهما متلازمان. بيدك أنت أن تجعل من الألم لذة وأن تبقى على اللذة حتى لا تحال إلى ألم ولن تقدر على ذلك بغير الحب. فالحب كالعصا السحرية تضرب هنا فيصير ألماظًا وذهبًا.وإن لم يكن حقيقيًا فيكفيك أنك تراه كذلك ولا شأن لك بنظرات من حولك. وقد تضرب هناك فتصير نارا تحرقك أنت ومن تحب وربما مع إضطرام النار ينطفىء الحب فيصير هشيما تذروه الرياح إلى صندوق الذكريات العتيق. هكذا الحب قد يصنع منك عنترا يصنع المعجزات أو قيسا مجنونًا يبكى على ليلاه. إن كنت حقا محبا فلست بحاجة لعيد عم فالنتين. فالحب لا أيام له الحب عمر لا يتجزأ، طريق بلا محطات إستراحة. فانطلق ما شاء الله لك.

الأمر الأخر المضحك المبكى هو اللون الأحمر لا أعرف علاقة الأحمر بالحب ربما لأن اللون الأحمر يعطى إحساسا بالدفء؟؟ ربما لأنه يدل على الإشتياق والإحتراق؟؟ وهل الحب ينحصر فى دفءٍ وإشتياق؟؟ هل الحب فقط دفءٌ واحتراق؟؟ إن كان كذلك فما ذلك الإحساس الذى يتملكنى حين أفترش الرمال وألتحف السماء وتمتزج الألوان ما بين الأزرق والأبيض والأصفر والأحمر وأرى وجه حبيبة لا أعرفها لكننى أحسها ويغمرنى حبها فى رائحة تحملها إلى نسمات البحر، فى دفء شعاع يداعب عينىّ، فى  برد رمال تلامس أطرافى، فى همسات الموج المتتابعة فى لحنها الأبدى. كل هذه الألوان والأصوات والحركات كيف تختزل فى لون واحد؟؟ لا أدرى إذا عن ماذا يعبرون بلونهم الأحمر أعن الحب؟ لا أظن.. إنها سخافة يدعونها حبًا. 



محمود يوسف 
14\2\2011

هناك تعليقان (2):

  1. هل يمكنني القول أنني لا أفهم الربط بين وجود يوم للحب وبين تحول الحب إلى يوم!! أتدري أخي!! يشبه الأمر الحديث عن عيد الأم, كيف نجعل للأم عيدا؟ أولا تستحق الأم أن يكون كل يوم لها عيدا؟ .. هذه أسئلة يطرحها كثيرون, بالنسبة لي-روغم اعتراضي على الاحتفال بالفالانتاين لكونه "كاسطورة" دخيل على ثقافتنا- إلا أنني لا أعتقد أن وجود يوم للاختفال بالحب قد يقلل من قيمته, المشكلة ليست في اليوم إنما في المحبين, يمكننا أن نجعل للحب يوما نحتفل فيه لكن علينا أن نذكر أن احتفالنا في يوم لا يعني أن نغفل هذه المشاعر التي منحنا إياها الله باقي الأايام.

    بالنسبة للون الأحمر, بالنسبة لي أعتقد أن الأبيض هو اللون الأفضل, ليس فقط لكونه تعبير عن النقاء وإنما لأن الأبيض هو نتاج مزج كل الألوان.

    لكنني أحب أن أكتب عن شيء لفت نظري في الاحتفال بالفالانتاين هذا العام .. لم تغرق الشوارع باللون الأحمر ولم يفعل الفيس بوك كذلك ولم يقل لي كل شخص ألتقي به "هابي فالانتاين داي" على سبيل المزاح .. ربما هذا الحال قادر تماما على شرح السبب الحقيقي لابتذال معنى الحب في يوم ومجموعة من الأشياء الحمراء, أننا لم نملك من قبل ما يملأ القلب والعقل كما نفعل الآن .. انشغلنا بحبنا لمصر عن كل حب آخر


    تحياتي

    ردحذف
  2. وجهة نظرى أن ما دام أحنا قادرون على التعبير بحرارة فى يوم الفالانتين فإن من التقصير أن الحرارة تقل .. وتخصيص يوم للحب يسهّل كده وأحنا عشان شعب حبوب بسم الله ما شاء الله عندنا اتنين :)

    وبما أن الأبيض لونى المفضل فمعك فى نقطة شمولية اللون الأبيض لكن الحب أحيانا فى حاجة لألوان منفصلة وأحيانا الحب بحاجة للأسود .. فمن الأفضل أن نتجنب التعبير عنه بلون ..

    وفى درجة الإحتفال معك أنه قل جزئيا لكن بما أن مفيش إزالة وحكومة فكان الفرش بالدباديب الحمرا فى الشارع .. والناس لسه بيقولوا "هابى فالانتينز داى " لكن لو على القوالة أحنا كمان بنعرف نقول :)
    "هابى إيجبت داى"

    وشكرا :)

    ردحذف