رَأَتْ غَمَامَةٌ ذَاتَ يَوْمٍ طَائِرًا ،امْتَطَى الرًّيحَ ، وأَخَذَ يغردُ ، وكأنَّه مَلَكَ الدُّنيا بينَ جَنَاحَيْهِ ، أَعْجَبَتْ الغَمَامَةَ حُريّةُ الطَّائِرِ وسَعَادتُه ، وتَمنّت أن تحظى بجَنَاحَين لتنطلقَ فى السَّمَاءِ مثله .
لمْ يكنْ هُناك -فى السَّمَاءِ- من يهتمُ بالغَمَامةِ سوى الرِّيح ، وقد لاحَظَ افتتانَها بالطّائرِ ، فاقتَرَبَ مِنها ليُقدمَ عَرْضَه ويستصحبها وقال:
- ومَنْ يجعلُكِ تسبقينه ؟!
الْتَفَتَت الغَمَامة إلى مصدرِ الصوتِ فوَجَدَت الرِّيحَ وقدْ كَاد أن يتخلّلَها . كانت تعلمُ رغبةً الريحِ فى اصطحابِها فالْتَفَتَتْ عنه لتبدىَ عدم اهتمامِها بالعَرْضِ وقالت :
- سيظل معى دائمًا .. ولن أهرب منه أبدًا .
- فلنبدأ رحلتنا .
حَمَلَ الرِّيحُ الغَمَامَةَ بعدَ أن شكَّلَها على هيئةِ الطيرِ وانطَلَقَ بها بينَ الطيورِ والغَمَامَات صديقاتِها وأحسَت الحُريّةَ التى لطالما كانت تنشدُها . وتغيرَ الريحُ فلمْ يعُدْ مثلما كان عنيفًا يكرهُ الطيرَ ويجلدُه بأسواطِه .
وذاتَ ليلةٍ تحدثا سويًا عن النجومِ وكانتْ تظنُ الغَمَامَةُ أن كلَ مَاْ عَلا أو لَمَعَ نَجمٌ ، فصَعَدَ الرِّيحُ بالغَمَامَةِ قاصدًا نجمًا وقَالَ:
- ليس كلُ مَاْ عَلا أو لَمَعَ نجمًا ؛ فقد يعلو الغُبَارُ وقد تلمعُ المياهُ فى البرَكِ .
وأمسَكَ بها ووضَعَها فى مواجهةِ ضوءِ النجمِ وأَخَذَ يتأملُها كما يتأملُ الأبُ ابنتَه فى ليلةِ زفافِها، ففَقَدَ النجمُ لمعانَه وقَالَ الرِّيحُ وهو يبتسمُ ابتسامةَ انتصارٍ:
- ما استَحقَ أن يكونَ نجمًا الذى يفقدُ لمعانَه بينَ الغمامِ .
واستَمرَ الرِّيحُ فى رحلتِه صعودًا ، فاستوقفته الغَمَامَةُ لتسألَه :
- إلى أينْ تأخذُنى ؟
- إلى مَاْ فوقَ النجومِ . أريدُك أن تعلى فوقَهم لتُريهم كيفَ تكونُ النجومُ .
- لا أريدُ الصعودَ فوقَ النجومِ .. فالطيرُ لا يعلو فوقَها وهو -معَ ذلك- يحجبُ لمعانَ النجومِ ويسودُ السماءَ بجَنَاحيه .
- لا تجعلى الطيرَ أقصى طموحك .تستطيعين أن تعلى فوقَه .
- لا أريدُ أن أعلوَ أكثرَ.. توقفْ!
لم يستجبْ الريحُ واستمرُ فى الصعودِ ،ولم تشهدْ السَّمَاءُ هيئةً مثل التى كانت عليها الغَمَامَة ؛فقد كانتْ كصقرٍ عظيمٍ دَفَعَ الأرضَ بجَنَاحيه فدَفَعَته، ولا شيءَ قادرٌ على إيقافِه .
لم يعجبُ الغَمَامَة مَاْ كَانَ من الرِّيحِ وأحستْ أنّهُ سَلَبَها حُريّتَها وأنها لم تعُدْ حرة . فلمْ تفكرْ واتّخذتْ قرار التحرُرِ من قيودِ الريحِ ، تلكَ القيودُ التىْ يومًا قد مَنَحَتها حُريّتها، تِلْك القُيُودُ التىْ أرَادتْ أن ترفعَها إلى مَاْ فوقَ النُجُومِ.
هَرَبَتْ الغَمَامَةُ من الرّيحِ، وبمُجرّدِ أن خَرَجَتْ من كيانِه فَقَدَت هيئةَ الطيرِ التىْ ميّزتها وجلبت إليها الأنظارَ، وصارتْ شكلاً لا معنى له.
سَقَطَت مقتربةً من الأرضِ ومَاْ أبشعَها منطقةً قد سَقَطَت بها، فتجمّعت حولَها رياحُ المنطقةِ جميعًا، ولمْ ليسلبوا منها حُريّتَها فقطْ بلْ سُلِبَتْ معها ذَاتُها، ولمْ يستطعْ ريحُها أن يُخلّصَها من أيديهم، ومَاْ هى إلا دَقائِقُ حتّى انْتَهَتْ الغَمَامَةُ، ولَمْ يَتَبَقَ منها إلا غُبَارٌ عَلا وقطراتُ مَاءٍ لَمَعَتْ فى بِركَةٍ كاللذَيْن كَانَتْ تظنُهما نُجُومًا .
لمْ يكنْ هُناك -فى السَّمَاءِ- من يهتمُ بالغَمَامةِ سوى الرِّيح ، وقد لاحَظَ افتتانَها بالطّائرِ ، فاقتَرَبَ مِنها ليُقدمَ عَرْضَه ويستصحبها وقال:
- ومَنْ يجعلُكِ تسبقينه ؟!
الْتَفَتَت الغَمَامة إلى مصدرِ الصوتِ فوَجَدَت الرِّيحَ وقدْ كَاد أن يتخلّلَها . كانت تعلمُ رغبةً الريحِ فى اصطحابِها فالْتَفَتَتْ عنه لتبدىَ عدم اهتمامِها بالعَرْضِ وقالت :
- سيظل معى دائمًا .. ولن أهرب منه أبدًا .
- فلنبدأ رحلتنا .
حَمَلَ الرِّيحُ الغَمَامَةَ بعدَ أن شكَّلَها على هيئةِ الطيرِ وانطَلَقَ بها بينَ الطيورِ والغَمَامَات صديقاتِها وأحسَت الحُريّةَ التى لطالما كانت تنشدُها . وتغيرَ الريحُ فلمْ يعُدْ مثلما كان عنيفًا يكرهُ الطيرَ ويجلدُه بأسواطِه .
وذاتَ ليلةٍ تحدثا سويًا عن النجومِ وكانتْ تظنُ الغَمَامَةُ أن كلَ مَاْ عَلا أو لَمَعَ نَجمٌ ، فصَعَدَ الرِّيحُ بالغَمَامَةِ قاصدًا نجمًا وقَالَ:
- ليس كلُ مَاْ عَلا أو لَمَعَ نجمًا ؛ فقد يعلو الغُبَارُ وقد تلمعُ المياهُ فى البرَكِ .
وأمسَكَ بها ووضَعَها فى مواجهةِ ضوءِ النجمِ وأَخَذَ يتأملُها كما يتأملُ الأبُ ابنتَه فى ليلةِ زفافِها، ففَقَدَ النجمُ لمعانَه وقَالَ الرِّيحُ وهو يبتسمُ ابتسامةَ انتصارٍ:
- ما استَحقَ أن يكونَ نجمًا الذى يفقدُ لمعانَه بينَ الغمامِ .
واستَمرَ الرِّيحُ فى رحلتِه صعودًا ، فاستوقفته الغَمَامَةُ لتسألَه :
- إلى أينْ تأخذُنى ؟
- إلى مَاْ فوقَ النجومِ . أريدُك أن تعلى فوقَهم لتُريهم كيفَ تكونُ النجومُ .
- لا أريدُ الصعودَ فوقَ النجومِ .. فالطيرُ لا يعلو فوقَها وهو -معَ ذلك- يحجبُ لمعانَ النجومِ ويسودُ السماءَ بجَنَاحيه .
- لا تجعلى الطيرَ أقصى طموحك .تستطيعين أن تعلى فوقَه .
- لا أريدُ أن أعلوَ أكثرَ.. توقفْ!
لم يستجبْ الريحُ واستمرُ فى الصعودِ ،ولم تشهدْ السَّمَاءُ هيئةً مثل التى كانت عليها الغَمَامَة ؛فقد كانتْ كصقرٍ عظيمٍ دَفَعَ الأرضَ بجَنَاحيه فدَفَعَته، ولا شيءَ قادرٌ على إيقافِه .
لم يعجبُ الغَمَامَة مَاْ كَانَ من الرِّيحِ وأحستْ أنّهُ سَلَبَها حُريّتَها وأنها لم تعُدْ حرة . فلمْ تفكرْ واتّخذتْ قرار التحرُرِ من قيودِ الريحِ ، تلكَ القيودُ التىْ يومًا قد مَنَحَتها حُريّتها، تِلْك القُيُودُ التىْ أرَادتْ أن ترفعَها إلى مَاْ فوقَ النُجُومِ.
هَرَبَتْ الغَمَامَةُ من الرّيحِ، وبمُجرّدِ أن خَرَجَتْ من كيانِه فَقَدَت هيئةَ الطيرِ التىْ ميّزتها وجلبت إليها الأنظارَ، وصارتْ شكلاً لا معنى له.
سَقَطَت مقتربةً من الأرضِ ومَاْ أبشعَها منطقةً قد سَقَطَت بها، فتجمّعت حولَها رياحُ المنطقةِ جميعًا، ولمْ ليسلبوا منها حُريّتَها فقطْ بلْ سُلِبَتْ معها ذَاتُها، ولمْ يستطعْ ريحُها أن يُخلّصَها من أيديهم، ومَاْ هى إلا دَقائِقُ حتّى انْتَهَتْ الغَمَامَةُ، ولَمْ يَتَبَقَ منها إلا غُبَارٌ عَلا وقطراتُ مَاءٍ لَمَعَتْ فى بِركَةٍ كاللذَيْن كَانَتْ تظنُهما نُجُومًا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق